كشفت البروفيسور موفق، رئيسة مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي بوهران، عن تضاعف عدد الحالات المصابة بداء التهاب الكبد الفيروسي المزمن والحاد، حيث تم تسجيل 90 بالمائة من الأطفال المصابين بالمرض انتقلت إليهم العدوى من أمهاتهم، وذلك في ظل نقص التكفل الطبي الحقيقي بالمرضى أطباء يحذرون من استعمال الحجامة والتوجه إلى الطب التقليدي مما خلف العديد من الوفيات. دق الأطباء ناقوس الخطر بسبب استفحال مرض التهاب الكبد الفيروسي، خاصة عند الأطفال، علما أن هناك غيابا كبيرا في مراكز تحاليل الدم الطبية على المستوى الوطني، حيث أن جميع التحاليل تنقل إلى معهد باستور بالعاصمة للكشف عن المرض، كما أن تكلفة علاج مصاب واحد بالتهاب الكبد الفيروسي باتت تكبد خزينة الدولة 160 مليون سنتيم بالنسبة لحاملي الفيروس من نوع “ب”، أما حاملو الفيروس “س” فعلاجهم الوحيد هو اللقاح الذي يبقى غير متوفر في الجزائر، إلى جانب توقف عمليات زرع الكبد في المستشفيات بالوطن، بالرغم من انطلاق البرنامج الوطني لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي منذ سنة 2005. دعا، من جهته، فريق طبي بالمصلحة، السلطات المحلية بالولاية إلى ضرورة توفير إمكانيات العمل للتكفل بالمرضى ،خاصة فيما يخص أجهزة التشخيص بالنسبة للنساء الحوامل، وذلك من أجل وقاية الطفل من المرض. وأضاف أحدهم أن عيادات جراحة الأسنان أصبحت تشكل خطرا في نقل العدوى، إذ أن 30 بالمائة من المصابين انتقلت إليهم العدوى بعد الاستعمال الغير الصحي لأدوات جراحة الأسنان، و 3 بالمائة للفيروس من نوع “س”. وقد حذرت البروفيسور موفق من استعمال الطرق التقليدية في العلاج، خاصة عملية الحجامة التي تعد سهلة في نقل المرض، بفعل التناوب على كأس واحد. ومن جهة أخرى، فقد صرح البروفيسور تبون، من مصلحة طب العمل بمستشفى وهران، إن ما يبذل اليوم من مجهودات لا يساوي حجم الإمكانيات التي قدمتها الوزارة الوصية على القطاع الصحي، بعدما أصبح الطبيب يعتمد على سياسة الترقيع للتكفل بالمرضى، خاصة أن الأدوية مكلفة، حيث أنه من بين 400 شخص أجريت لهم التشخيصات للكشف عن الداء في أماكن عملهم تم التوصل إلى إصابة 10 منهم بالفيروس دون علمهم بالإصابة. كما أن تكلفة تشخيص مريض واحد تساوي 3 ملايين ونصف، مضيفا أنه “أمام نقص إمكانيات العمل فإننا نكتفي بتوعية العمال لوقايتهم من الإصابة”.