عبّر سكان قرية بن جدو، التي تبعد عن مركز بلدية زيغود يوسف بولاية قسنطينة بحوالي 8 كلم، عن عدم رضاهم من النقص الفادح المسجل في حافلات النقل والتي أصبحت لا تلبى الغرض، حيث يقتصر الخط على عمل حافلة واحدة فقط لا تغطي تنقلات هؤلاء السكان اليومية، وهو الوضع الذي جعل الأهالي يلجأون إلى التنقل بواسطة سيارات “الفرود” التي ليس بمقدور الجميع تحمل تكاليفها الباهظة، إذ تبلغ تسعيرة الفرد 70 دج. فواقع شبكة النقل المتردية جعل مستعملي وسائل النقل لهذه القرية النائية ذات الطابع الفلاحي يعبرون عن سخطهم وامتعاضهم جراء النقص الملحوظ في عدد الحافلات، الأمر الذي أدى إلى عرقلة حركتهم وصعوبة قضاء حاجياتهم، لا سيما وأن المنطقة تفتقر لمختلف الضروريات المتعلقة باحتياجات السكان اليومية. هذه الظروف الصعبة التي يواجهها السكان منذ سنوات جعلتهم في صراع دائم من أجل توفير وسيلة نقل تضمن لهم قضاء حوائجهم والالتحاق بأماكن عملهم ومقاعد دراسة أبنائهم. وحسب تصريحات السكان ل”الفجر” فإنهم قد سئموا من طول الانتظار لما يزيد عن الساعة من الزمن في ظل قساوة الظروف الطبيعية شتاء وصيفا على حد السواء والركض وراء الحافلة من أجل الظفر بمكان ولو وقوفا، فحالة الفوضى والغليان التي يشهدها موقف الحافلات، لا سيما أوقات الذروة، يكشف حجم المعاناة التي يتخبط فيها هؤلاء السكان بشكل يومي. وترجع أسباب هذه الأزمة - حسب قول السكان - إلى توقف حافلتين عن العمل منذ أكثر من ثلاثة أشهر دون وجود أسباب وجيهة مع احتكار هؤلاء الخواص للخط دون التنازل عليه، ليدفع هؤلاء المواطنين ضريبة استهتار وعزوف الناقلين الخواص عن الالتزام بواجباتهم في ظل غياب الرقابة التي تجبرهم على ضرورة التقيد بالعمل وعدم احتكار خطوط النقل في حالة عدم الرغبة في النشاط بهذا القطاع الخدماتي. وأكد لنا السكان أنهم قدموا عدة شكاوى للسلطات المحلية من أجل تسوية هذه المشكلة التي نغّصت عليهم صفو حياتهم، لا سيما وأن الحافلة المتبقية كثيرا ما تتعرض لأعطاب تجعلها متوقفة عن العمل لما يزيد عن الأسبوع من الزمن مما يضاعف من حدة معاناتهم. وفي اتصال بنائب ببلدية زيغود يوسف أوضح أن المشكل تفاقم بالفعل نتيجة عزوف الناقلين عن ممارسة نشاطاتهم من البلدية صوب بن جدو معتبرين أن الخط غير مربح ماليا والبلدية تسعى لإيجاد حلول لهذا المشكل بالتنسيق مع مديرية النقل.