سؤال غبي.. هذا ما يبدو عليه في أول وهلة. لكن إذا تمعنا فإننا سنغوص في تفكير يذهب بنا بعيدا.. ومن يجيب على هذا السؤال بنعم عليه تقديم الدليل. نسأل هنا: كيف تحب المال وأنت تهدره في كل المناسبات وفي كل يوم، بل وفي كل لحظة؟ إننا نتكلم هنا عن تبذير المال بشتى الطرق في اقتناء مشتريات ليست ضرورية، أو شراء مواد استهلاكية فوق الاحتياج ثم رميها (مثل الخبز)، أو تضييع الماء والكهرباء و الغاز بالبيت بدون شعور، و هذا لقلة الوعي وعدم وجود التوعية الكافية. من خلال سلسلة من المواضيع الخاصة بترشيد استهلاك الكهرباء و الغاز، ستتعلم معنا عزيزي القارئ كيف تحافظ على نقودك لصرفها في أشياء أهم، وهذا من خلال الإنقاص من فاتورة الكهرباء و الغاز بطرق سهلة وبسيطة، وهذا لن يؤثر على مستوى معيشتك.. إذ ستتعلم استعمال الطاقة بالبيت بطريقة أكثر ذكاء، فتوفر من جهة مبلغا هاما من المال على قيمة فواتيرك، وتتعلم أيضا المحافظة على الأجهزة الكهربائية والغازية التي تمتلكها سواء بالبيت أو بالمكتب أوفي مكان عمل خاص آخر. إذا كنت عزيزي القارئ تحب المال.. فعليك باتباع الإرشادات التالية: الترشيد في الإضاءة: يدخل الأب متأخرا إلى البيت بعد يوم طويل من العمل فيصرخ: “يا إلهي! كل مصابيح المنزل مضاءة؟ هل لدينا حفلة زفاف؟ هل اليوم عيد؟”. للأسف هذا هو واقعنا اليومي، تضاء الغرف بدون لزوم، نخرج من الغرفة وننسى إطفاء الضوء، ونشعل التلفاز والحاسوب والراديو معا، ولا نستعمل أي واحد منها، و ننسى ضوء البهو أو السطح أو القبو مشتعلا طول الليل. كل هذه السلوكيات تؤدي بنا إلى الكارثة: “آه ! انقطع التيار الكهربائي!”، فنجري يمينا ويسارا، ونحضر الشموع وتظهر على ملامحنا بوادر الغضب لأننا لن نستطيع تتبع فيلمنا بالتلفاز ولن نستطيع إكمال عملنا على الحاسوب، وسيصرخ الصغار وتغضب الأم لأنها ستكون مرغمة على طهو الطعام على ضوء شمعة.. لماذا كل هذا؟ السبب واضح وضوح الشمس: إن زيادة استهلاك الطاقة تؤثر على الأحمال الكهربائية فلا تستطيع شركة الكهرباء أن توفر الطاقة للجميع، فتقوم بقطع الكهرباء على بعض المناطق بالتناوب وهي مرغمة على فعل ذلك لأنها إن لم تفعل فستقع الكارثة الكبرى التي هي زيادة الضغط على مجمعات توليد الكهرباء، التي قد يحدث بها عطب فادح إن ارتفع معدل استهلاك الكهرباء معدل توليدها له. - النقطة الأولى: أطفئ مصباح الغرفة فور مغادرتها ودون التفكير في أنك ستعود للغرفة، حيث إن عدت فستشعل المصباح مرة ثانية، وهذا شيء بسيط. معظم الأشخاص هم مثلك فلا تقلق، يتسوفون و يهدرون الكهرباء كثيرا بسبب فكرة “سوف أعود للغرفة، أوسأطفئها لاحقا”. ماذا يمنعك من إطفاء المصباح فور الخروج من الغرفة؟ إنه سلوك سهل لا يستدعي جهدا، بل يستدعي أن تربي في نفسك التعود على السلوك.. - فكرة رائعة: في أول فرصة لك وأنت تطفئ مصباح غرفة ما، تذكر أنك ستوفر 10 دج تشتري بها خبزا أو تعطيها لابنك لشراء صابرته، أو تركب بها الحافلة أو تضعها في حصالة خيالية لتوفير المال، والتي ستراها امتلأت بتكرار سلوكك اليومي. ومن هنا فإن النقود التي وفرتها بحصالتك الخيالية ستدفع عنك قيمة فاتورة الكهرباء، وهذا فعلا ما سيحصل، حيث أنه بعد توفير 80% من قيمة فاتورة الكهرباء - عن طريق تطبيق طرق بسيطة نعلمها لك من خلال مواضيعنا - فإنك ستدفع قيمة الفاتورة و يتبقى لك ما تستطيع به شراء بعض المواد الكمالية، لك ولكل العائلة. يتبع.. د. جليلة زهيد