أكدت وزيرة الثقافة، خليدة تومي، أن اجتماعات الدورة الثانية لمؤتمر وزراء الثقافة بدول المغرب العربي المنعقدة بالعاصمة الليبية طرابلس، أول أمس، برئاسة ليبية وبحضور وزراء الثقافة في باقي الدول المغاربية دعوة الوزراء والمثقفين المغاربيين لحضور احتفالية “تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011” يؤكد الرغبة الصادقة في جعل الثقافة رافدا لبناء التكتل المغاربي. ودعت إلى تفعيل المحور الثقافي لخدمة هذا الحلم، التكتل الثقافي المغاربي، خاصة وأن الثقافة تعد صلب التحديات التي تواجهنا كدول مغاربية، لا سيما في ظل العولمة الزاحفة. وأوضحت خليدة تومي، خلال افتتاح الدورة الثانية لمؤتمر وزراء الثقافة المغاربيين، أن هناك “مسؤوليات كبيرة تجاه الأجيال في الحفاظ على الهوية والشخصية الثقافية المغاربية”، معتبرة أن الحفاظ على التراث الأثري هو الحفاظ على الذاكرة المشتركة، ما من شأنه أن يعزز روح الانتماء إلى تاريخ مشترك، ويكتسي موضوع الاتفاقية المغاربية لحماية التراث الأثري أهمية قصوى بالنسبة للعمل المشترك. وعرضت الوزيرة تومي مشروع إعلان مبادئ بخصوص حماية التراث الأثري، على أن تستضيف الجزائر اجتماعا بالخصوص في سنة 2011 بمناسبة احتضانها لاحتفالية “تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011”، وإلى ترقية الكتاب والمطالعة، باعتبار أن الكتاب أهم محور لترقية الإبداع ولتوصيل المعارف وإحدى الركائز الأساسية والجوهرية التي ترتكز عليها كل سياسة ثقافية حكيمة ورشيدة. كما دعت، في ختام كلمتها أمام وزراء الثقافة والمثقفين والأدباء، إلى المشاركة في فعاليات “تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011”، قائلة إن هذه المناسبة ستحفل بنشر أو إعادة نشر ما لا يقل عن 1000 عنوان، وتنظيم 10 ملتقيات دولية، و12 مسرحية جديدة، و12 فيلما قصيرا أو طويلا، و10 معارض كبيرة وتسجيل وتدوين التراث الموسيقي والتراث غير المادي واحتضان الأيام الثقافية للدول الإسلامية وترميم 140 موقعا أثريا أو معلما منه إعادة بناء قصر ابن تاشفين للفترة الزيانية. أما أمين المؤسسة العامة للثقافة الليبي، نوري الحميدي، فقد أكد أنّ هذا الاجتماع يعني أننا نعمل، وأننا نتحمّل ما علينا من مهام ومسؤوليات والتزامات تجاه قادتنا وشعوبنا وأمتنا، داعيا في الوقت ذاته إلى زيادة وتيرة العمل والجهد من طرف جميع المهتمين بالعمل الثقافي في الدول المغاربية والحرص والمراجعة والمتابعة والإصرار بالعمل على قيام مغرب عربي كبير، والإدراك التام لحقيقة أن الثقافة هي الأرضية الصلبة للبناء، وهي حاضنة الأمل والمحفزة على العمل. أما وزير الثقافة التونسي، عبد الرؤوف الباسطي، فقد أكد الانتعاشة التي تشهدها أجهزة الاتحاد المغاربي وهياكله ومثابرتها في السعي الدؤوب من أجل تفعيل العمل المغاربي المشترك في شتى مجالات التعاون بين بلدانه، وخاصة في مجال العمل الثقافي، في مرحلة هي مرحلة التكتلات الكبرى والعولمة الزاحفة التي تلغي الحدود وتخترق الحواجز وتختصر المسافات. وأبدى وزير الثقافة المغربي، بنسالم حميش، استعداد المغرب لوضع تجربته المتقدمة في ميدان تدبير التعددية اللغوية أمام تقييم وأنظار وزارت الثقافة المغاربية، مع التذكير بتجربة المغرب المتميزة في ميدان المحافظة على التراث اللامادي، بالنظر إلى مشاركته في صياغة الاتفاقية الدولية الخاصة بالمحافظة على التراث اللامادي، وأول الموقعين عليها سنة 2003. كما كشف أنه ينوي تقديم ترشيحه لعضوية اللجنة الوزارية حول الاتفاقية الدولية للحفاظ على التراث اللاّمادي لدى منظمة “اليونسكو” بمناسبة انعقاد الجمعية العمومية لهذه الاتفاقية في يوم 22 جويلية المقبل، ملتمسا دعم الدول المغاربية للترشح، كما دعا إلى التنسيق لدراسة المشروع الجزائري الخاص بمشروع إعلان مبادئ بخصوص حماية التراث الأثري واقتراح سبل تفعيله. من جهتها، قالت وزيرة الثقافة والشباب والرياضة الموريتانية، سيسي بنت الشيخ ولد بيدة، إن الفضاء المغاربي يمتلك خاصيتي الوحدة والتنوع، وهو بذلك من أكثر الفضاءات الإقليمية ملاءمة للعمل المشترك، كما أنه خير ضمان لبناء المستقبل المغاربي المأمول، مشيرة إلى أن “ثقافتنا ركن مكين من أركان وحدتنا، فالتاريخ مشترك، والتجربة الفكرية متجانسة، والتنوع مصدر للثراء والتكامل الحضاري، ومنظومة القيم الراقية التي نتقاسمها توفر لنا وسطا مثاليا للارتقاء بطموحاتنا نحو تحقيق الأهداف السامية لمغربنا العربي الكبير”.