احتضن فندق الهيلتون بالعاصمة صباح أمس فعاليات الملتقى المغاربي حول تقريب التشريعات والتراث الثقافي في دول الاتحاد والذي حضرته ثلاث دول مغاربية (المغرب، تونس والبلد المنظم الجزائر) وغابت عنه الجماهيرية الليبية وموريتانيا. استهل افتتاح الملتقى السيد مراد بتروني المدير المركزي للتراث بوزارة الثقافة بالترحيب بالدول المشاركة ثم تلا رسالة وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي للمشاركين والتي أكدت فيها أن حماية التراث الثقافي أضحى يشكل موضوعه في البلدان المغاربية أهمية بالغة لأنه يعد الأساس لبناء الفضاء المغاربي الذي نطمح لإعادة إحيائة من جديد بعدما كان حقيقة ملموسة في عصور سابقة، واستعرضت السيدة الوزيرة في رسالتها الموجهة للمشاركين الجوانب التاريخية المشتركة لبلدات المغرب العربي، وأكدت أن الوحدة المغاربية ليست مجرد خيال، بل حقيقة ممكنة. أما فيما يخص الملتقى، فقد أوضحت الوزيرة أنه يبحث سبل التقريب ما بين التشريعات المغاربية فيما يتعلق بالتراث من أجل التأسيس لعمل صلب ودائم لفتح أفق واسعة للعمل المستقبلي، وحتى نصل فيما بعد في خطوة ثانية إلى توحيد التشريعات ونحن ندعو الى إعداد قانون نموذجي لحماية التراث الثقافي في المنطقة المغاربية من محاربة التهريب والمتاجرة غير المشروعة بالممتلكات الثقافية، وضرورة إعداد جرد علمي للممتلكات وتصنيف أكبر قدر ممكن من المعالم والمواقع ووضع شروط صارمة فيما يتعلق بالترميمات، كما يمكننا اقتراح جملة من العمليات المعقولة والقابلة للتنفيذ المتصلة بالتراث الثقافي لعرضها على مجلس وزراء الثقافة لدول الإتحاد في دورته المقبلة بطرابلس. كما استعرض ممثل الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي الحبيب بن يحي البرنامج المتضمن للعديد من الفعاليات الثقافية، مؤكدا أن هذا الملتقى يأتي نتيجة للتعاون الثقافي بين الإتحاد المغاربي، وأكد في ذات الوقت أن المخاطر التي تهدد تراثنا تحتم علينا حمايته والتعاون مع المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال. وهذا الملتقى يأتي تجسيدا لإحدى توصيات مؤتمر وزراء الثقافة المغاربة الذي احتضنته الجزائر السنة الفارطة. وتقدمت الجزائر بعدة مقترحات من أهمها تنظيم ملتقى مغاربي لحماية حق المؤلف والحقوق المجاورة في جويلية القادم، ملتقى للمشرفين على المهرجانات الدولية المنظمة في الدول المغاربية في جويلية المقبل وكذا الأيام السينمائية المغاربية في كرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة في شهر ديسمبر 2008.