توالت ردود الفعل الدولية أمس المنددة بالجريمة الشنعاء التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد مدنيين عزل المشاركين في أسطول الحرية في عرض مياه البحر المتوسط والتي أدت إلى مصرع عدد منهم وإصابة آخرين. وفيما استدعت معظم العواصمالغربية خاصة تلك التي يتواجد رعاياها ضمن المشاركين في أسطول الحرية السفراء الإسرائيليين للإعراب لهم عن الاستنكار الشديد للعمل الإجرامي الذي اقترفته حكومة الاحتلال في حق هؤلاء المدنيين الذي كانوا يحملون مجرد مساعدات إنسانية إلى شعب أعزل أنهكه الحصار طالب الاتحاد الأوروبي بفتح تحقيق سريع في استهداف المدنيين في أسطول الحرية. وأدان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي استخدام القوة من قبل الكوموندوس الإسرائيلي ضد الأسطول الإنساني وألح على ضرورة تسليط الضوء على هذه المأساة ومعرفة كل حيثياتها. وجاء في بيان لقصر الاليزيه أن ''رئيس الجمهورية يعبر عن بالغ أسفه الشديد إزاء النتائج المأساوية التي خلفتها العملية العسكرية الإسرائيلية ضد أسطول الحرية الذي كان متوجها إلى غزة''. ولم تتوقف باريس عند حد التنديد بل استدعت السفير الإسرائيلي الذي نقلت له احتجاجها واستياءها على العمل الإجرامي الإسرائيلي. كما استدعت كل من مدريد ودبلن وفيينا التي أدانت بشدة الهجوم الإسرائيلي ووصفته بغير المقبول سفراء إسرائيل لديها لمطالبتهم بتقديم توضيحات. وتواصلت الإدانة الغربية من روما مرورا بستوكهولم وصولا إلى لشبونة وأثينا والتي تقاطعت مواقفها على رفضها لاستخدام القوة ضد مدنيين عزل لا يحملون أي سلاح . ولم تخرج برلين التي نادرا ما تنتقد إسرائيل عن الاستياء الأوروبي المستنكر للجريمة الإسرائيلية حيث أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله عن ''قلقه البالغ'' إزاء هذه التطورات وقال أن الأنباء الواردة ''تدعو للقلق''، مشيرا أن الخارجية الألمانية تسعى إلى إيضاح شامل لملابسات الحادث. ونفس الموقف أعربت عنه موسكو التي أدانت بشدة العدوان الإسرائيلي ووصفته بانتهاك خطير للقانون الدولي. وجاء في بيان للخارجية الروسية أن ''موسكو تدين وتعبر عن بالغ قلقها إزاء مقتل أعضاء من قافلة إنسانية وتؤكد على ضرورة توضيح الأمور''. وعقد السفراء ال27 للاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئا للخروج بموقف موحد بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية وسقوط قتلى مدنيين من التضامنيين مع سكان قطاع غزة. واستنكرت كاترين اشتون الممثلة الأعلى للاتحاد الأوروبي لسياسات الخارجية بشدة الهجوم الإسرائيلي وطالبت بفتح تحقيق فوري وبدون أي شروط مسبقة. من جانبه ندد رئيس البرلمان الأوروبي جرزي بوزيك بالانتهاكات الإسرائيلية العلنية وغير المقبولة للقانون الدولي وخاصة لاتفاقية جنيف الرابعة وألح على ضرورة أن تسارع إسرائيل في تقدم تفسيرات لأفعالها العدوانية. وعلى خلاف ذلك استقبلت كل من واشنطن ولندن بنوع من البرودة نبأ مقتل مدنيين مسالمين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي حيث اكتفت الولاياتالمتحدة بإبداء أسفها وقال وليام بورتون المتحدث باسم البيت الأبيض ان بلاده ''تلقت بأسف شديد نبأ مقتل مدنيين وإصابة آخرين وتعمل من اجل توضيح الظروف المحيطة بهذه المأساة''. ولم يبتعد الموقف البريطاني كثيرا عن موقف نظيره الأمريكي حيث أعرب وليام هيغ المتحدث باسم الخارجية البريطانية عن أسفه لمقتل المدنيين ودعا إسرائيل إلى التصرف في إطار احترام التزاماتها الدولية. وعلى نقيض ذلك عبر كل من الأمين العام الاممي بان كي مون وطوني بلير رئيس اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط عن صدمتهما لإقدام حكومة الاحتلال على قتل المدنيين. وأدان بان كي مون بشدة الهجوم ودعا إسرائيل إلى تقديم تفسير عاجل وكامل بشأن هذه الجريمة. ومن الموقف الرسمي إلى الموقف الشعبي حيث دعت جمعية فرنسافلسطين للتضامن إلى تنظيم تجمع أمام سفارة إسرائيل بباريس للتنديد بالعدوان الذي وصفته ب''جريمة حرب حقيقية''. واعتبرت الجمعية الفرنسية غير حكومية هذا العمل ''استفزازا حقيقيا للمجموعة الدولية كونه ارتكب بالمياه الدولية مستهدفا سفنا مدنية على متنها المئات من الاشخاص من بينهم نواب أوروبيين وفرنسيين حاولوا كسر الحصار بطريقة سلمية''.