تتواصل ردود الفعل المستنكرة للهجوم العسكري على أسطول الحرية في عمق المياه الإقليمية الدولية، وسط إدانة قوية لمجلس الأمن والأممالمتحدة وحلف شمال الأطلسي، فيما يتواصل ترقب الرأي العام الوطني والدولي الكشف عن حصيلة الهجوم من قبل إسرائيل التي تفضل مواصلة التعتيم على المعلومات ذات الصلة. الأممالمتحدة: “مطالبة إسرائيل بإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة فورا” طالبت أمس، الأممالمتحدة، إسرائيل بإنهاء حصارها “غير المقبول” لقطاع غزة المفروض منذ نحو أربع سنوات، والذي كان السبب الرئيسي في الاعتداءات التي استهدفت أسطول الحرية لفك الحصار على القطاع، وأدى إلى استشهاد 16 متضامنا أجنبيا. وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وكبير مسؤولي السياسة الخارجية في الأممالمتحدة، أوسكار فيرنانديز تارانكو، خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، إن “الهجوم على أسطول المساعدات الإنسانية قبالة ساحل غزة، لم يكن ليحدث لولا وجود حصار”. كما دعا كل من سفيري بريطانيا والبرازيل لدى الأممالمتحدة خلال ذات الاجتماع، إلى إنهاء الحصار على غزة. وأشار ذات المسؤول إلى أن الحادث وقع في وقت ينبغي أن تتركز فيه كافة الجهود على بناء الثقة وتشجيع المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. مجلس الأمن: “إدانة الهجوم الإسرائيلي على قافلة الإغاثة البحرية المتجهة إلى غزة” أدان أمس مجلس الأمن الدولي، الهجوم الإسرائيلي على قافلة الإغاثة البحرية المتجهة إلى غزة، داعيا إلى “تحرير فوري“ للسفن والأشخاص الذين تحتجزهم إسرائيل. وكان مجلس الأمن قد بدأ بعد ظهر أول أمس، اجتماعا طارئا لبحث قضية الهجوم الإسرائيلي الدامي، الذي استهدف “أسطول الحرية” المحمل بالمساعدات الإنسانية، إلى قطاع غزة المحاصر من طرف إسرائيل منذ أزيد من 3 سنوات. ودعا الأمين العام الأممي، بان كي مون، إسرائيل إلى تقديم “تفسير عاجل وكامل” بشأن الاعتداء على قافلة “أسطول الحرية”. الحلف الأطلسي: “اجتماع طارئ لبحث العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية” أعلن المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي، جيمس أباثوراي، أن سفراء دول الحلف عقدوا أمس اجتماعا طارئا بناء على طلب من تركيا، لبحث العدوان الإسرائيلي على أسطول قافلة الحرية الذي كان متوجها إلى قطاع غزة. وعبر حلف الأطلسي، في بيان له، عن “قلقه العميق لهذه الخسائر في الأرواح البشرية أثناء الحادث على متن هذه السفينة“. وزراء الخارجية العرب: “اجتماع طارئ اليوم لبحث هجوم إسرائيل على أسطول الحرية” تقرر عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب مساء اليوم الأربعاء بالقاهرة، لبحث تداعيات الهجوم الإسرائيلي على قافلة “أسطول الحرية”. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلي، في تصريحات صحفية، إن اجتماع وزراء الخارجية، قد تقرر بناء على طلب دولة قطر، وتأييد عدد من الدول العربية. وعقد أمس اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين، دعا إليه الأمين العام للجامعة، لبحث عدد من الإجراءات القانونية والسياسية والدبلوماسية لرفعها لوزراء الخارجية. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلي، أن الجامعة بصدد دراسة كيفية مواجهة العدوان الإسرائيلي وتداعياته عقب الجريمة الشنعاء التي اقترفتها قوات الاحتلال في حق المدنيين العزل. العفو الدولية: “تبريرات إسرائيل لضرب أسطول الحرية تفتقد للمصداقية” استنكرت أمس، منظمة العفو الدولية العدوان الإسرائيلي على قافلة “أسطول الحرية” للمعونات التي كانت موجهة لسكان غزة، وما ارتكبته القوات الإسرائيلية، من قتل وإصابة العديد من ركابها بجراح، وأكدت أن التبريرات الإسرائيلية لشن الهجوم “تفتقد للمصداقية”. ودعت المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا لها، إلى إجراء تحقيق مستقل وذي مصداقية، حول ما ارتكبه الجنود الإسرائيليون، وقتلهم المتضامنين الدوليين على متن سفن “أسطول الحرية”. وقال مدير المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مالكولم سمارت، في تصريح أمس، في بيان المنظمة، أن “القوات الإسرائيلية استخدمت القوة المفرطة، وتزعم أنها تصرفت دفاعا عن النفس”، بحجة أن الجنود هوجموا من قبل المحتجين، مشددا على أن “كل هذا يفتقد إلى المصداقية”. وطالبت المنظمة الأممية السلطات الإسرائيلية بالكشف الفوري عن قواعد التعامل التي حددتها للقوات التي نفذت الهجوم القاتل، منتقدة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي تسبب في معاناة مواطنيه، معتبرة إياه ب”العقوبة الجماعية”، كما يؤكد عليها القانون الدولي، وطالبت الاحتلال الصهيوني، برفعه فورا، لضمان تحسين حياة سكان قطاع غزة، وحقوقهم في العلاج والتعليم والغذاء والإسكان المناسب.