أثار العدوان الإسرائيلي على ''قافلة الحرية'' المتجهة إلى غزة لكسر الحصار، ردود أفعال دولية واسعة اعتبرت في مجملها أن ما أقدمت عليه البحرية الإسرائيلية فجر أمس يعتبر ''قرصنة واضحة كون الاعتداء تم في المياه الدولية''. في أول رد فعل من جانبها، وجهت تركيا رسائل شديدة اللهجة إلى إسرائيل وحذرتها من ''عواقب لا يمكن تداركها'' في إشارة إلى عدم استبعاد الخيار العسكري للرد على المجزرة. كما تم استدعاء السفير الإسرائيلي في أنقرة وتعليق مناورات عسكرية مع إسرائيل، بينما خرج مئات الأتراك ليحاصروا القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول وتوجه وزير الخارجية التركي إلى نيويورك وطالب بجلسة عاجلة للجمعية العامة للأمم المتحدة. وأدانت جامعة الدول العربية العدوان واصفة إياه ب''العمل الإرهابي''، ودعت لاجتماع طارئ هذا اليوم لاتخاذ موقف عربي. وقال عمرو موسى إن ''الهجوم الإسرائيلي مؤشر على أن إسرائيل ليست مستعدة للسلام، من الضروري على العرب أن يعيدوا النظر في كيفية التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي''. وفي ردود الأفعال الفلسطينية، طالب رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية بمحاكمة قادة إسرائيل كمجرمي حرب، ودعا مجلس الأمن وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لعقد اجتماع طارئ. كما دعا لإضراب شامل هذا اليوم في قطاع غزة والضفة الغربية احتجاجا على الاعتداء وتضامنا مع القافلة. أما رئيس السلطة محمود عباس فأعلن الحداد العام في عموم الأراضي الفلسطينية ومخيمات اللجوء والشتات مطالبا الأممالمتحدة بالوقوف في وجه إسرائيل والدعوة لاجتماع طارئ لجامعة الدول العربية. واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن الهجوم يعد ''جريمة قرصنة يرتكبها العدو الصهيوني على الملأ بحق المتضامنين الأبطال الذين قدموا لنصرة الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة''، . وفي الأردن نظم اعتصام أمام النقابات المهنية ليتحول بعدها إلى مسيرة احتجاج انطلقت إلى مقر رئاسة الحكومة الأردنية، كما دعت جماعة الإخوان المسلمين وفعاليات سياسية ونقابية لقطع العلاقات مع إسرائيل وطرد السفير من عمان وإلغاء معاهدة السلام..وأدان لبنان الذي يرأس حاليا دورة مجلس الأمن الدولي، الاعتداء ودعا لاجتماع طارئ لمجلس الأمن بالتنسيق مع تركيا لإعداد مشروع قرار ضد إسرائيل. وطالبت دمشق باجتماع عاجل لجامعة الدول العربية. في حين استنكر أمير قطر استهداف أسطول الحرية واصفا الأمر بقرصنة بكل معنى الكلمة. وفي مصر تم استدعاء السفير الإسرائيلي وإدانة أعمال ''القتل''. ودعت الخارجية السودانية المجتمع الدولي لاتخاذ مواقف حقيقية تردع إسرائيل عما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية في فلسطين والمتضامنين معها. واعتبرت ما جرى ''جريمة غير مسبوقة في سلسلة الجرائم الإسرائيلية''. وفي سياق ردود الأفعال الدولية، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجزرة الإسرائيلية قائلا إنه ''صدم من مدى خطورة حادث قافلة المساعدات لغزة''، ودعا إلى ضرورة إجراء تحقيق في العدوان. ومن جانبه وصف الرئيس الإيراني أحمدي نجاد تصدي إسرائيل لقافلة المساعدات بأنه ''غير إنساني'' وسيسهم في زوال الدولة اليهودية. وفي اليونان وإسبانيا والسويد تم استدعاء السفراء، بينما ألغت مدريد مناورة عسكرية كانت مقررة مع تل أبيب. أما فرنسا فأكدت على لسان وزير خارجيتها برنار كوشنير أنه ''لا شيء يبرر استخدام كل هذا العنف ضد أسطول الحرية المتجه لغزة''، بينما أدان ساركوزي ماسماه ب''الاستخدام غير المتكافئ للقوة''. وفي بريطانيا؛ دعا ''تحالف أوقفوا الحرب'' ومنظمات بريطانية أخرى إلى مظاهرة طارئة أمام مكتب رئاسة الحكومة البريطانية للاحتجاج رسميا على انتهاك إسرائيل القانون الدولي.. أما ألمانيا فقالت إنها تشعر بالصدمة إزاء تصدي إسرائيل للقافلة وتسعى لمزيد من التوضيحات. وعقد سفراء الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اجتماعا استثنائيا أمس في بروكسل. وقال الناطق باسم الهيئة التنفيذية في الاتحاد جون كلانسي إن ''سفراء الاتحاد الأوروبي نظموا اجتماعا خاصا وأن رؤساء بعثات الدول الأعضاء في بروكسل يواصلون النقاش مع السلطات الإسرائيلية''. ووصفت الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي العدوان ب''الحدث غير مقبول والخطير للغاية'' ودعت لإجراء تحقيق كامل في المجزرة.