تحصي بلدية موزاية، الواقعة غرب ولاية البليدة، العديد من الأحواش التي مازال سكانها يرفعون شعارات التنديد بسياسة التهميش واللامبالاة التي تتبع كل الوعود التي يتم تقديمها لهم خلال المواعيد الانتخابية، أو من خلال بعض الزيارات الرسمية التي لا تتعدى كونها أقوالا دون أفعال.. من بين تلك الأحواش، المزرعة رقم 05 أوكما يصطلح على تسميتها بين أبناء المنطقة حوش بوسمارة، التي توجد على بعد 06 كيلومترات من وسط مدينة موزاية، أين يستعجل سكانها من السلطات المحلية والولائية انتشالهم من حالة التخلف التي باتت السمة الغالبة ليومياتهم.. في ظل غياب المياه الصالحة للشرب، وهو الإشكال المتجدد مع كل موسم صيف.
“الفجر”، في تقصيها لحقيقة الموضوع، وقفت عند واقع مرير يفيد بأن هذه المزرعة لم تعرف أي إيصال بهذه المادة الحيوية منذ فجر الإستقلال، لتتحول الحمير إلى البديل الوحيد عن شبكات تروي عطش السكان وتلبي حاجياتهم، حيث تستغل هذه الحيوانات لجلب المياه من مناطق بعيدة، وهذا قبل أن تطغى “موضة” الصهاريج المتنقلة بين الأحواش ببلدية موزاية، مقابل مبالغ مالية مختلفة قد تصل إلى سقف 1000 دينار. وأعاب السكان، في معرض حديثهم ل”الفجر”، على المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي للولاية، والذي قادته زيارة ميدانية إلى عين المكان سنة 2009 ، عدم متابعته لهذه الوضعية، خاصة أنه أشرف حينها على تدشين البئر الإرتوازية التي كان من المقرر أن تغذي شبكة قنوات مياه الشرب، متسائلين في نفس السياق عن سر عدم استكمال عملية التوصيل بالرغم من أن الوالي أكد لهم أن العملية ستنتهي بعد 03 أشهرفقط.. مشاكل حي بوسمارة مع المياه لم تقتصر على الماء الشروب، وإنما تعدتها إلى مياه الصرف الصحي، التي لم يجد المواطنون سبيل لتصريفها سوى القيام بأعمال حفر على حسابهم الشخصي، ليقوموا بعدها بتوجيهها نحو ما يشبه الخندق، والذي لا يبتعد كثيرا عن محيطهم السكني، الأمر الذي يشكل خطرا على صحة السكان في ظل انتشار الحشرات الضارة والروائح الكريهة التي طغت على المنطقة، والتي تزداد خطورتها مع ارتفاع درجة الحرارة تزامنا مع حلول فصل الصيف. تجدر الإشارة إلى أن والي الولاية، في اجتماعه الأخير بالهيئة التنفيذية، أصدر تعليمات صارمة لرؤساء البلديات تهدف للقضاء على ظاهرة بيع المياه عن طريق الصهاريج تفاديا لكل أشكال الأمراض المتنقلة عبر المياه، في الوقت الذي تنتظر فيه أزيد من 300 عائلة بحوش بوسمارة تجسيد الوعود السابقة.