كان الجمهور الجزائري الحاضر بمدرجات ملعب “بلاي موبيل فورث” بنورمبورغ الألمانية قاسيا جدا على قائد المنتخب الوطني ولاعب لوريون الفرنسي، يزيد منصوري، لحظة إعلان عملية استبداله بزميله قادير في الدقيقة ال67 بالضبط من عمر مباراة الجزائروالإمارات الودية التي انتهت لصالح أشبال الشيخ سعدان بهدف يتيم، وقع من ضربة جزاء نفذها النجم زياني بإحكام عندما فوجئ صاحب الخبرة والتجربة مع الخضر بصافرات استهجان حادة من الأنصار، يعبرون فيها عن استيائهم الكبير من أدائه فوق الميدان، ورغبتهم الملحة في استبعاده من المنتخب الوطني نهائيا، على خلفية ما تم تداوله عبر الصحافة الجزائرية في الأيام الماضية، عقب خسارة إيرلندا. وأكيد أن هذه المباراة بالذات ستبقى راسخة في ذاكرة يزيد، الذي أجهش بالبكاء فور خروجه من الميدان، كرد فعل بريء من لاعب دولي جزائري لبى دعوة المنتخب الوطني ورابح ماجر آنذاك (1999)، في وقت كان فيه الفريق الوطني لا حدث، إن صح التعبير، فطوال هذه السنين التي قضاها منصوري مع الخضر، كان لاعبا محنكا وقائدا وفيا، فكيف لهؤلاء أن يعاملوه بطريقة جارحة، وهو على أبواب المونديال، الذي سيكون بمثابة آخر محطة له مع الخضر، قبل اعتزال اللعب دوليا. وربما أن الإشاعات والأكاذيب التي تناولتها بعض وسائل الإعلام حول اتجاه المدرب الوطني رابح سعدان نحو استبعاده من التشكيلة الأساسية كانت بمثابة شحن للأنصار، الذين صبوا جام غضبهم على منصوري، الذي لعب بشكل عادي وهو في سن فاقت الثلاثين عاما. ولا يبدو أن مثل هذه التصرفات، التي استنكرها اللاعبون، مفيدة، لأن منصوري لا يستحق الانتقاد، وهو أكبر لاعب فوق الميدان، لأن أثرها سيكون له شأن كبير على سعدان نفسه، الذي يصر على خبرة منصوري، وسيقحمه بنسبة كبيرة كأساسي في مباراة منتخب سلوفينيا الأحد القادم. لم يكن قائد الخضر الوحيد الذي خرج تحت صافرات الاستهجان، لأن عبد القادر غزال، مهاجم سيينا الإيطالي، كان هو الآخر محل انتقاد الأنصار، فما عساه أن يفعل، والحظ خانه مرة أخرى في الوصول إلى الشباك، رغم الجهد الكبير الذي بذله في الهجوم، حيث توضح لنا مباراة الإمارات الودية مدى إصرار غزال الجزائر على التهديف، وطرد نحس 10 مباريات دون تسجيل أي هدف، خاصة وأن محاولاته كانت سانحة، لكنها لم تزر الشباك، فلماذا الانتقاد إذن، وهو اللاعب الذي تأثر كثيرا لهذه الردود المفاجئة من الأنصار، لأنها قد تحبط من معنوياته قبل أيام قلائل من انطلاق المونديال، وهو اللاعب الذي يعول عليه سعدان على التسجيل، إذا ما أردنا اقتلاع تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني.