كانت كل الأنظار موجهة في المباراة الودية التي خاضها المنتخب الوطني عشية أمس بملعب “بلاي موبيل فورث” أمام الإمارات إلى المستقدمين الجدد الذين لم يحصلوا على فرصهم كاملة في المباراة الأولى أمام منتخب إيرلندا... لكن المدرب الوطني رابح سعدان فضّل أن يبدأ المباراة باللاعبين القدامى الذين يحتمل جدا أن يكونوا أساسيين الأحد القادم أمام سلوفينيا برسم الجولة الأولى من المونديال، ولم يمنح الفرصة إلا ل بودبوز، قادير وڤديورة الذين عوّضوا جبور، منصوري ولحسن على التوالي في آخر نصف ساعة، ومع ذلك فقد قدموا انطباعا حسنا، وخاصة بودبوز الذي بدأ يكسب قلوب الجزائريين من مباراة لأخرى. بودبوز “طيّاح الغاشي” ويبهر من جديد وقد أكد المهاجم رياض بودبوز –المحترف في فريق “سوشو” الفرنسي– أنه يستحق فرصته للعب أساسيا مع الفريق الأول بعد الإمكانات الكبيرة التي أظهرها في المباراة الودية أمام إيرلندا وأكدها أمس أمام الإمارات، حيث كان دخوله في (د63) بديلا ل جبور منعرجا حاسما في المباراة وأعطى نفسا جديدا للخط الأمامي بفضل مراوغاته السريعة وتمريراته الحاسمة، حيث لقبه بعض الجزائريين ب “طيّاح الغاشي” وألهب المدرجات في (د86) بعد أن أسقط قلب دفاع منتخب الإمارات فارس وائل، لكن كرته لم تجد من يحولها إلى الشباك، والأكيد أن بودبوز قد وجه أمس رسالة مباشرة إلى المدرب سعدان تحمل معنى واحدا وهو “أستحق اللعب أساسيا في المونديال”. قادير يُؤكد وخط الوسط أصبح أكثر حيوية بدخوله ورغم أن لاعب الوسط فؤاد قادير –المحترف في فريق “فالنسيان” الفرنسي– لم يحصل على فرصته كاملة لكي يظهر بنفس المستوى الذي أبهر به سعدان في البطولة الفرنسية، إلا أنه قدم في مباراة أمس أمام الإمارات بعض اللمسات التي أكدت أنه سيكون أحد أعمدة “الخضر” في المستقبل القريب، حيث عوض منصوري بامتياز وقام بدوره كما ينبغى وحاول التوفيق بين مهمته كمسترجع للكرات وتكسير هجمات المنتخب الإماراتي وبين مساعدة الهجوم، حيث كان وراء بعض التمريرات للخط الأمامي. ڤديورة يعود إلى منصبه ويعد بالكثير من جهته لم يحصل لاعب ولفرهمبتون الإنجليزي عدلان ڤديورة على فرصته إلا في آخر ربع ساعة أمس، لكن النقطة الإيجابية هي أن اللاعب تحصل على فرصته في خط الوسط وفي منصبه الأصلي عكس المباراة أمام إيرلندا التي جربه خلالها المدرب سعدان كظهير، وقد كانت الدقائق القليلة التي لعبها ڤديورة كافية ليؤكد أنه يعتمد كثيرا على قوته البدنية لحسم الصراعات الثنائية، حيث استرجع عدة كرات دون أن يتعدى حدود اللعبة، ولكن تبقى حظوظ اللاعب للعب أساسيا في أولى مباريات المونديال مستبعدة في ظل إصرار الناخب الوطني على وضع الثقة في منصوري ولحسن وينتظر عودة يبدة من الإصابة على أحر من الجمر. مصباح، مبولحي وبلعيد خارج الخدمة ومجاني اللغز المحيّر ورغم أن المباراة ذات طابع ودي لا أكثر ولا أقل إلا أن الناخب الوطني فضل أن تكون تغييراته محدودة ومدروسة ولم يقحم الثلاثي مصباح ،مبولحي وبلعيد الذي حصل على فرصته في مباراة إيرلندا، ويبقى اللغز المحير فعلا هو المدافع كارل مجاني الذي سيدون إسمه ضمن قائمة اللاعبين الذين سيشاركون في المونديال رغم أن الجمهور الجزائري الذي كان يمنى نفسه إكتشاف اللاعب أمس لا يملك عنه أدنى فكرة عنه، ويبقى بذلك ربما اللاعب الوحيد ضمن لاعبي ال 32 منتخب الذين سيتواجدون في المونديال حتى من دون أن يخوض مباريات ودية واحدة مع منتخب بلاده. بودبوز “شوشو” الأنصار أكد أنصار “الخضر” مرة أخرى تعلقهم بالمهاجم رياض بودبوز الذي كان بمثابة “شوشو” في لقاء البارحة، حيث هتفوا مطولا باسمه وطالبوا بدخوله، ومباشرة بعد إقحامه مكان زميله جبور طالب الأنصار بتنفيذه الركلة الحرة التي تحصل عليها المنتخب الوطني على حدود منطقة العمليات إثر عرقلة مطمور، وكاد بودبوز يضع الكرة في الزاوية التسعين لولا تألق الحارس الذي أخرجها ببراعة إلى الركنية. بودبوز: “سعيد بهذا الفوز ولا يهمّ أساسيا أو إحتياطيا“ أبدى اللاعب الشاب رياض بودبوز سعادته بأول فوز له مع المنتخب الوطني، حيث قال في ردّه عن سؤال حول عدم دخوله أساسيا: “لا يهمّ أن ألعب أساسيا أو بديلا، المهم هو الانسجام مع المجموعة، وتحقيق فوز معنوي، أظن أنه فوز معنوي للفريق ككل بعد الخسارة أمام إيرلندا، وهو الأمر الذي سيمكننا من التواجد في المونديال بمعنويات مرتفعة، صحيح أن النتيجة لم تكن كبيرة، لكن المهم هو الفوز وإسعاد الجماهير“. “أصبحت شوشو المجموعة بعدما تأقلمت معها“ وتابع بودبوز حديثه مؤكدا أنه أصبح مدلل التشكيلة الوطنية بعد ظرف قصير من التحاقه بالمنتخب، حيث قال: “أظن أنني تأقلمت بسرعة مع المجموعة، وأصبحت “شوشو” الفريق بما أنني أنا الأصغر في التشكيلة، الكل يعاملني معاملة خاصة وهذا ما يجعلني أشعر كأنني في عائلتي ولست غريبا عنهم“.