هدد طيارو الخطوط الجوية الجزائرية بشن إضراب وطني مفتوح يوم الفاتح من شهر فيفري الداخل، نتيجة عدم استفادتهم من الزيادة في شبكة الأجور التي أعلن عنها المدير العام لشركة منذ قرابة سنة، وعدم تحسينه لظروف عمل الطيار التي جاءت بها إستراتيجية وحيد بوعبد الله. وشدد طيارو الجوية الجزائرية، خلال الجمعية العامة المنعقدة أول أمس، على أنه شل حركية مطارات الجزائر يوم الفاتح فيفري المقبل بات الخيار الوحيد، بعدما باءت سبل الحوار والتشاور مع المدير العام بالفشل، حيث سبق لوحيد بو عبد الله وأن أعلن بأيام قليلة من اعتلائه المنصب خلفا للمدير الراحل الطيب بن ويس، عزمه للزيادة في أجور طياري الشركة بنسبة 15 بالمائة، لكن ومنذ تلك الفترة وإلى غاية اليوم لا جديد يذكر عن الزيادة وما زاد الطين بلة هو التزام بوعبد الله الصمت حيال الملف هذا.إلى جانب نقطة الإسراع في تطبيق الزيادة في شبكة الأجور التي شكلت محورا أساسيا خلال الجمعية العامة، فإن طياري الشركة قد أثاروا نقاطا أخرى تتعلق بتحسين ظروف عمل الطيار، كالتكفل به من الناحيتين الاجتماعية والمرضية، كون الوفيات المسجلة في صفوف الطيارين كانت بسبب حالة الضغط، ولم تقدم الشركة أية تعويضات لذويهم. وحسب العديد من الطيارين ممن حضروا أشغال الجمعية العامة التي عرفت نقاشا جد ساخن -على حد تعبيرهم- فإن إدارة الجوية الجزائرية ملزمة اليوم أكثر من أي وقت مضى بدفع الكفالة الاجتماعية للطيار وتحمل أعباء مصاريف مرضه، وأنه في حال رفضها تحقيق جملة مطالب الطيارين بعد طول انتظار، فإن الدخول في إضراب وطني ليس بإمكان أحد أن يمنعه، وأنه لن يتم توقيفه إلا بعد تلقي رسميات من المدير العام للجوية الجزائرية تؤكد وضع حدا نهائيا لمعاناة الطيار.وبعد يوم واحد، من انعقاد الجمعية العامة للطيارين، أفادت مصادر مطلعة، أن مدير العمليات على مستوى مطار الجزائر، بوعلام عناد، قد التقى أمس، بأمين عام نقابة الطيارين، وأبلغه بأنه سيبلغ انشغالاتهم إلى وحيد بوعبد الله ووعده بإيجاد حل لمشاكل الفئة التي يمثلها ''الطيارين''. بوعبد الله:''أطالب بالحوار لحل مشاكل الطيار والتهديد بالإضراب لا يخيفني'' أوضح، وحيد بو عبد الله، الرئيس المدير العام للجوية الجزائرية، بأنه غير مستعد لتنفيذ مطالب طياري الشركة بانتهاج هؤلاء لأساليب التهديد والوعيد، وإنما هو على أتم الاستعداد لتنفيذها بعد الدخول معهم في محاورات ومشاورات، وأردف قائلا في اتصال مع ''النهار'' ''كل شيء يمكن حله بالحوار والتشاور، وليس بالتهديد والوعيد... أنا أركز على التفاوض في حل مشاكل عمال المؤسسة التي أرأسها وقصد هنا الطيارين، المضيفين، الميكانيكيين، التقنيين وغيرهم...الكل يشكل نقطة أساسية في الشركة، لذلك فالحوار أحسن طريقة لحل كافة المشاكل''. وأشار المسؤول نفسه، إلى أنه على دراية تامة بانشغالات طياري الشركة بدءا من الزيادة في الأجور ووصولا إلى أمور الكفالة الاجتماعية والمرضية للطيار، وهي انشغالات من السهل حلها إذا تم انتهاج الحوار والتشاور.