شهدت منطقتا سيدي سالم ببلدية البوني وبلدية سرايدي، أمس، اشتعال فتيل احتجاجات قام بها طالبو السكن، رافقتها أعمال شغب عارمة تمثلت في إشعال النيران في حاويات النفايات البلاستيكية، وقطع الطريق بوضع الحجارة والمتاريس. ففي سيدي سالم جرح 30 شرطيا من قوات مكافحة الشغب نتيجة مشادات عنيفة مع أعداد كبيرة من السكان، كهولا وشبابا، كانوا مدججين بالسيوف والقضبان الحديدة والحجارة، ما أسفر عن إصابة ضابط شرطة بجروح وصفت بالخطيرة، نقل إثرها على جناح السرعة إلى مستشفى ابن رشد رفقة زملاء له لم يتمكنوا من صد موجة غضب المحتجين، التي لم توقفها القنابل المسيلة للدموع. وأسفرت الاحتجاجات والاشتباكات عن تحطيم خمس سيارات شرطة عن آخرها. وطالب المتظاهرون بحضور السلطات الولائية لتوضيح أمر المشاريع السكنية التي ألغيت أسماء العديد من المستفيدين منها، إلى جانب توضيح مدى تمسك السلطات بمشروع إعادة إسكان قاطني السكنات الفوضوية بحي لاصاص، بعد رواج إشاعات حول إلغاء للمشروع الذي انتظروه منذ 20 سنة كاملة. وتجدر الإشارة إلى أن الاحتجاجات الدامية التي هزت الحي أمس كان قد سبقها ليلة أول أمس عمليات إحراق للفرع البلدي ومكتب البريد، تنديدا بتجاهل السلطات التي لم تستجب لمطلب الرد على انشغالات المواطنين، التي تمكن والي الولاية من تهدئتها في لقاء له مع ممثلي الأحياء الفوضوية، ليتم الإعلان عن 2000 شقة لصالح سكان لاصاص الفوضوي، غير أن الأوضاع توجهت نحو الاحتجاج والتظاهر بعد رفض بعض المستفيدين السكن بمنطقة بوزعرورة الجبلية، كما لم يتقبل العديد من المطالبين بالسكن تصريح الوالي المباشر لهم بأنه لا يمكن إلغاء استفادة سكان آخرين ببلدية البوني، ومنح حصصهم السكنية لسكان سيدي سالم . وتجدر الإشارة أن القوات الأمنية كانت قد أوقفت 20 مواطنا منذ اندلاع الاحتجاجات، مع العلم أنه لم يتم عرضهم على قاضي التحقيق تفاديا لتزايد حدة الغضب الجماهيري الذي اجتاح سيدي سالم وسرايدي في نفس الوقت، حيث تجمهر بهذه الأخيرة نحو 500 شخص صبيحة أمس أمام مقر دار البلدية الذي تمت محاصرته، احتجاجا على قائمة 70 سكنا التي اعتبروا الأسماء التي حوتها غير معنية بأزمة السكن إطلاقا، بحرمان العديد من الأرامل ضحايا الإرهاب وقاطني مراكز العبور من هذه الحصة السكنية التي طالب مواطنو بلدية سرايدي مباشرة بتحقيق بخصوصها وتنحية رئيس البلدية الذي اتهموه بالمحاباة والمحسوبية في توزيع السكنات الاجتماعية. جدير بالذكر أن عناصر الدرك الوطني طوقت المنطقة تحسبا لأي أعمال شغب قد تتوسع بسرايدي التي سبق وأن أعلنت ثلاث عائلات بها عن الدخول في إضراب عن الطعام لعدم استفادتها من سكن لائق رغم استمرار معاناتها لأكثر من 10 سنوات كاملة.