ينهي عصر اليوم المنتخب الوطني غمار الدور الأول للمونديال بملاقاة نظيره الأمريكي في ثالث مواجهات المجموعة الثالثة، والتي سيكون ملعب بريتوريا مسرحا لها، وهي المحاولة الثالثة بالنسبة للكرة الجزائرية لتخطى الدور الأول في العرس الكروي العالمي هل يتحقق حلم الدور الثاني...؟ اختبار حاسم جديد المقابلة تعد اختبارا للمنتخب الجزائري في منافسة عالمية بحجم المونديال، على اعتبار أن "الخضر" مطالبون بالانتصار والتهديف لتحقيق الحلم والظهور بوجه مشرف، والسعي للمرور إلى الدور الثاني، لأن التشكيلة الحالية تعتبر في نظر المتتبعين من خيرة ما أنجبت الكرة الجزائرية، بعد الجيل الذهبي لعشرية الثمانينات والذي كان قد شارك في المونديال مرتين متتاليتين، والآمال معلقة على أشبال سعدان لإنهاء الدور الأول بانتصار يعيد إلى الأذهان ذكريات "ملحمة خيخون"، لأن المعطيات تضع هذه المواجهة في خانة المفتاح الذي يفتح الباب أمام النخبة الوطنية لتحقيق حلم العمر واقتطاع تأشيرة المرور إلى الدور الثاني. زياني سيشارك عاديا أجرى المنتخب الوطني حصتين تدريبيتين منذ وصوله إلى مدينة بريتوريا تحسبا للمقابلة الهامة والمصيرية التي ستجمعه اليوم الأربعاء بنظيره الأمريكي، وقد شهدتا مشاركة جميع اللاعبين بصفة عادية بمن فيهم كريم زياني الذي كان قد أعفي من الحصة التدريبية التي أقيمت صبيحة الأحد بملعب إيغو بضاحية سان لامير، وقد استعاد زياني عافيته، كونه عانى من آلام خفيفة في عضلة الفخذ نتيجة شد عضلي خفيف تعرض له في لقاء الجمعة الفارط ضد إنجلترا، فضلا عن تعرضه لجرح خفيف على مستوى أحد أصابع الرجل اليمنى، وقد أكد الدكتور محمد بوغلالي للإعلاميين بأن زياني لم يتعرض لأية إصابة، وأنه لم يشارك في تدريبات يوم الأحد بقرار من الطاقمين الطبي والفني، كونه أحس بتعب وإرهاق جراء المجهود البدني الكبير الذي بذله، سيما وأنه ظل بعيدا عن أجواء المنافسة الرسمية طيلة النصف الثاني من الموسم المنقضي، حيث ظل احتياطيا في فريق فولفسبورغ الألماني، ما جعل سعدان يقرر منحه فترة راحة لاسترجاع الأنفاس والإمكانيات البدنية. الكل متفائل تدرب الخضر كان بملعب بيدجو الواقع على بعد نحو 22 كيلومترا شمال شرقي مدينة بريتوريا، والخاص بنادي ”صان داونز”، وعرف انضمام كل من كريم مطمور وفؤاد قادير إلى المجموعة وتدربا بصفة عادية، بعدما كان هذا الثنائي قد خضع لتمرينات خاصة في الحصة التي جرت الأحد، ما يعني بأن كل العناصر الوطنية جاهزة بدنيا وصحيا للمشاركة في المقابلة الهامة والحاسمة التي ستقام بملعب لوتفيس فيرسفيلد بضاحية تشواني ببريتوريا. الإعلاميون من المدرجات والجمهور يمنع من الدخول كان من المفروض أن يتدربوا بملعب بيلديتش، لكن ولأسباب لها علاقة مباشرة بالبرنامج المسطر من طرف الطاقم الفني، تم اختيار ملعب بيدجو للتدرب، وذلك بحكم موقعه القريب من فندق "سانتريول لايك" مقر إقامة المنتخب بضواحي بريتوريا، رغم أن هذا الملعب الصغير غير معتمد من طرف الفيفا لإجراء الحصص التدريبية، لكن المنتخب الوطني قرر التدرب فيه بصفة استثنائية، وقد جرت التدريبات تحت حراسة أمنية مشددة، لأن الملعب يقع بمنطقة ماميلودي وقد منع المناصرون من متابعة الحصة التدريبية للخضر، في الوقت الذي تم الترخيص لرجال الإعلام الجزائريين بالجلوس في المدرجات. تركيز كبير الحصة التدريبية كانت بدايتها بتقسيم المجموعة إلى فوجين وتبادل تمرير الكرة في أجواء استثنائية، حاول من خلالها اللاعبون توجيه رسالة للإعلاميين تؤكد ارتفاع معنوياتهم قبل مباراة العمر، والتحضير النفسي الجاد لهذا الموعد الحاسم، لأن كل اللاعبين كانوا مرتاحين من الناحية النفسية، ولم تظهر عليهم أية آثار للضغوطات النفسية، رغم الأهمية البالغة التي تكتسيها مباراة اليوم ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية. عمل خاص للحراس عمد بعدها الطاقم الفني إلى إخضاع الحراس الثلاثة شاوشي، مبولحي وڤاواوي لتدريب خاص تحت إشراف مدرب الحراس حسان بلحاجي، فيما تدرب اللاعبون لمدة 30 دقيقة على التمريرات الطويلة والفتحات العرضية من الجناحين الأيمن والأيسر، في إشارة واضحة من الشيخ سعدان إلى أنه ينوي انتهاج نفس طريقة اللعب التي سطرها في لقاء إنجلترا، مع تدعيم المبادرات الهجومية، لأن الخضر لا يملكون خيارا آخر سوى الفوز. الهجوم... الهاجس الأكبر أكد سعدان بعد نهاية مباراة إنجلترا يوم الجمعة الماضي بأنه سيركز كل تفكيره على كيفية معالجة العقم الهجومي الذي يعاني منه الفريق، بعد مواصلته للصيام عن التهديف، وبالنظر إلى عدم وجود الأوراق الكثيرة التي بإمكان سعدان الاعتماد عليها، فإنه سيكون مضطرا لوضع خطة جديدة يدعم من خلالها الخط الأمامي، خاصة أن الخضر سيكونون اليوم مجبرين على تسجيل الأهداف إذا ما أرادوا المرور إلى الدور القادم. وسيعتمد بنسبة كبيرة على جبور رغم استنفاد غزال لعقوبته فيما سيبقى عبدون كجوكير.