الخضر يخوضون أول إمتحان في رحلة البحث عن تألق عالمي مبعوث النصر : صالح فرطاس يدخل ظهيرة اليوم المنتخب الوطني غمار المونديال بملاقاة نظيره السلوفيني في ثاني مباريات المجموعة الثالثة، و التي سيكون ملعب بيتر موكابا بمدينة بولوكواني مسرحا لها، و هي محطة البداية بالنسبة للكرة الجزائرية في ثالث مغامرة لها في العرس الكروي العالمي. المقابلة تعد أول إختبار للمنتخب الجزائري في منافسة عالمية بحجم المونديال، على اعتبار أن " الخضر " غابوا عن نهائيات كأس العالم لنحو ربع قرن من الزمن، الأمر الذي يزيد من تشوق الجزائريين لرؤية منتخبهم ينشط فعاليات أكبر تظاهرة كروية، و الحلم هو الظهور بوجه مشرف ، و السعي للمرور إلى الدور الثاني، لأن التشكيلة الحالية تعتبر في نظر المتتبعين من خيرة ما أنجبت الكرة الجزائرية، بعد الجيل الذهبي لعشرية الثمانينات و الذي كان قد شارك في المونديال مرتين متتاليتين، و الآمال معلقة على أشبال سعدان لتدشين المشوار بإنتصار يعيد إلى الأذهان ذكريات " ملحمة خيخون "، لأن المعطيات تضع هذه المواجهة في خانة المفتاح الذي يفتح الباب أمام النخبة الوطنية لتحقيق حلم العمر و إقتطاع تأشيرة المرور إلى الدور الثاني . موعد اليوم ينتظره الجزائريون منذ أزيد من سبعة أشهر، لأن الحديث عن المونديال كان قد بدأ مباشرة بعد إقتطاع زياني و رفاقه ورقة التأهل إلى جنوب إفريقيا عبر الأراضي السودانية، و قد شهد المنتخب طيلة هذه المرحلة بعض التعديلات على مستوى التعداد، حيث أن الشيخ كان قد إستغنى عن ترسانة من المحليين و كذا بعض المحترفين الذين شاركوا في صنع التأهل، مقابل تدعيم المنتخب بسبعة وجوه جديدة، كما أن " الخضر " خاضوا سلسلة من التحضيرات، إنطلاقا من المشاركة الإيجابية في نهائيات كأس أمم إفريقيا، مرورا بمباراة ودية ضد صربيا ، و وصولا إلى مرحلة الحسم ببرمجة معسكري كرانس مونتانا بسويسرا و نورمبيرغ بألمانيا، و اللقاءين الوديين ضد كل من منتخبي إيرلندا و الإمارات العربية المتحدة، و لو أن أكبر مشكل إعترض الطاقم الفني في هذه المرحلة الحاسمة لعنة الإصابات التي لاحقت الركائز الأساسية للمنتخب، في صورة مراد مغني الذي غاب عن المونديال بسبب الإصابة، و كذا لاعبين أساسيين آخرين ظلوا بعيدين عن أجواء التدريبات لأسابيع عديدة، أمثال بوقرة، يبدة، لحسن، عنتر يحيى، و الوافد الجديد كارل مجاني، و حتى هذا الهاجس ظل يلاحق الخضر عشية الظهور الأول في بلد " العم مانديلا " في إطار المونديال، حيث تعرض عنتر يحيى لإصابة خفيفة في الحصة التدريبية لمساء الجمعة ، و كذلك الشأن بالنسبة لرفيق جبور، مما قد يخلط حسابات المدرب سعدان لضبط التشكيلة الأساسية. قلوب الجزائريين ستخفق على عقارب ساعة بولوكواني على أمل تحقيق الفوز و تجديد الأمل في المرور إلى الدور الثاني، بعدما كانت الكرة الجزائرية قد حرمت من هذا الإنجاز قبل 28 سنة في الأراضي الإسبانية بسبب فضيحة تاريخية شهيرة بين ألمانيا و النمسا، رغم أن المهمة لن تكون سهلة أمام منافس قادم من القارة الأوروبية، و هو منتخب سلوفينيا الذي سيشارك لثاني مرة في العرس الكروي العالمي، بعد مشاركة أولى فاشلة قبل 8 سنوات، لكن السلوفينيين هذه المرة يسعون بدورهم لرفع التحدي و البحث عن إحدى تأشيرتي التأهل إلى الدور الثاني، سيما و أنهم كانوا قد تألقوا في التصفيات بتأهلهم على حساب العملاق الروسي في الملحق الأوروبي، ليكون أبناء " البلقان " من بين منشطي المونديال، بتشكيلة تمتاز بالسرعة في الأداء، و صلابة خط الدفاع بقيادة الحارس المتألق سمير هاندانوفيتش المحترف في إيطاليا، و الذي لم يتلق طيلة التصفيات سوى 4 أهداف في 10 مباريات، إضافة إلى ثنائي الإرتكاز فالتر بيرسا و ريني كريهين و كذا القاطرة الأمامية التي يقودها الهداف زلاتكو ديديتش و الكهل ميليفوي نوفاكوفيتش، حيث أن هذا المنتخب يقوده المدرب ماتياس كيك الذي يأمل في تحقيق الفوز على الخضر، بعدما خاضت تشكيلته تربصا تحضيريا شمال إيطاليا تخللته مقابلتان وديتان، كشف خلالهما السلوفينيون عن سرعة كبيرة في التنفيذ، و الإعتماد على الكرات الثابتة لهز شباك المنافسين، مع وجود ثغرات على مستوى الجهة اليمنى من الدفاع لأن الظهير إلديفين دزينيتيش كثير النشاط و المشاركة في العمل الهجومي، و غياب التغطية الدفاعية اللازمة يبقي الرواق الأيسر شاغرا، و هو عامل قد يستغله الناخب الوطني رابح سعدان لوضع الرسم التكتيكي المناسب بحثا عن الثغرة التي من شأنها أن تكون الطريق المؤدي إلى شباك الحارس هاندانوفيتش.