في الوقت الذي من المفروض أن ينعم الطفل بالراحة والإستجمام خلال العطلة الصيفية، يلجأ العديد من الأطفال إلى العمل خارج المنزل ودخول عالم التجارة، بعد مغادرتهم لمقاعد الدراسة، وذلك لأسباب مختلفة.. منها المساهمة في مصروف البيت، أو توفير بعض النقود لشراء ملابس جديدة، أو بعض الأكسسوارات كالهواتف وغيرها هذا في الوقت الذي تعتمد فيه بعض الأسر الجزائرية على أطفالها في زيادة دخلها المادي، بعدما عجز الكبار عن التوفيق بين المتطلبات اليومية، خاصة أن الراتب الشهري لا يكفي لتوفير الضروريات في ظل ارتفاع الأسعار وصعوبات المعيشة.. لذا يلجأ الطفل لتدبر أمره بنفسه من أجل شراء أشياء يراها في الإشهارات.. طالما حلم بها ولم يستطع والده توفيرها له مثل الدراجات الهوائية أو حتى الدراجات النارية.. أطفال في محطات الحافلات يبيعون المياه المعدنية تتنوع مصادر الدخل بين هؤلاء لكن الهدف واحد.. جمع المال، فهناك من لجأ إلى بيع قارورات المياه المعدنية في محطات الحافلات، حيث لا تكاد تخلو أي محطة من بائع متجول يحمل قارورات المياه المعدنية الباردة ويتجول بها في المحطة ليروي بها عطش المسافرين في الجو الحار، حتى أنهم يستغلون الوضع لرفع الأسعار فيقومون ببيع القارورة الصغيرة ب30دينار، ويبدو أنهم فهموا قواعد السوق والتجارة رغم من صغر سنهم. باعة صغار يتجولون بين الأحياء لجمع دراهم معدودة أطفال آخرون فضلوا مزاولة تجارة أخرى، بعيدا عن دخان حافلات نقل المسافرين وضجيجها، واختاروا طرق أبواب المنازل واستعطاف الناس لاقتناء غرض أواثنين من الأشياء التي يحملونها.. حيث يتجولون بين الأحياء ليعرضوا أغراضا مختلفة للبيع، وأغلبها أشياء صغيرة وسهلة الحمل تناسب سنهم.. منها مواد التنظيف، الأواني المنزلية، وبعض الأغراض البلاستيكية، بالإضافة إلى من فضلوا بيع مواد الزينة والتجميل. براءة دخلت الأسواق الأسبوعية رغما عنها لم يجد الكثير من الأطفال بديلا عن دخول الأسواق الأسبوعية كطريقة لجمع المال، خاصة أن أغلبهم لم يدخلوا هذا المجال إلا بتحفيز من أوليائهم الذين يطالبونهم بالإعتماد على أنفسهم في شراء بعض متطلباتهم اليومية، فتجدهم يتجولون في الأسواق حاملين بعض الأغراض الصغيرة، مثل الأكياس البلاستيكية والمظلات الشمسية. تجدر الإشارة إلى أن بعض الآباء يعتمدون في العطلة الصيفية، على أطفالهم في بعض الأعمال سواء المنزلية أوالتجارية، فالكثير منهم يشغل أطفاله في محلات بيع الخضر والفواكه، أو حتى الطاولات، وهم يقفون تحت أشعة الشمس الحارقة طوال النهار معرضين أنفسهم لمخاطر عديدة.