قد يضعف إيمان المؤمن عن التّوبة من ذنب معيّن، أو ربّما لا تساعده ظروف حياته على الإقلاع عن هذا الذّنب. وإذا كان الحال هكذا فلا ينبغي للمؤمن أن يعجز عن الاستغفار، فالإستغفار من أسباب المغفرة، ومن وسائل تخفيف أثر الذّنب، وهذا ليس بمستنكر، فالإستغفار المقرون بالتّوبة له شأن آخر؛ لأنّ من تاب من الذّنب توبة مكتملة الشّرائط وجبت له من الله المغفرة. وأمّا الاستغفار دون إقلاع عن الذّنب فإنّه وإن كان أقلَّ درجة لكن لا يُعدم العبد منه فائدة، لأنّه تعرّض بالدّعاء لنيل رحمة الله تعالى ومغفرته للذّنب. والسّلف رحمهم الله قرّروا ونبّهوا أنّ مجرّد الإستغفار دون الإقلاع عن الذّنب أو العزم عليه، ليس التّوبة الّتي وعد الله عليها بالمغفرة.