بعد أن أضحى الحرق العشوائي يهدد صحة السكان تأخر إنجاز مركز الردم التقني للنفايات بسيدي بلعباس يزيد من تأزم الوضع بات الحرق العشوائي للنفايات والفضلات على مستوى المزبلة العمومية المتواجدة بإقليم بلدية زروالة، المحاذية للمخرج الشمالي لولاية سيدي بلعباس، يثير حفيظة سكان الجهة الشمالية خاصة القاطنين بأحياء عبد القادر بومليك، الصخرة وبني عامر. أضحت عملية الحرق العشوائي تحدث تلوثا بيئيا يثير حفيظة السكان، حيث تنطلق العملية عادة بعد غروب شمس كل يوم مشكلة سحابة كبيرة تكتسح سماء المجمعات السكانية، و يضطر السكان إلى غلق نوافذ البيوت بالنظر لنوعية الهواء السام الذي لطالما تسبب في ارتفاع معدلات أمراض الحساسية لدى مواطني هذه المناطق. وأكدت تلك الفئة من السكان أنه لدى استنشاق هذه المواد فإنها تخلف حرقة شديدة على مستوى الحنجرة وسعالا حادا بالرئتين، حيث لا يستبعد أن تحدث هذه الغازات السامة أمراضا خطيرة بسبب الإفرازات الناتجة عن عملية حرق مواد متنوعة تستقبلها المزبلة يوميا. وللإشارة فإنه سبق للسكان وأن بادروا برفع شكاوي على مستوى مصالح بلدية سيدي بلعباس ومكتب حفظ الصحة، في حين اتجه آخرون إلى مديرية البيئة، دون أن تتمكن هذه الهيئات من إيقاف هذه التجاوزات الممارسة في حقهم والتي تنذر بحدوث كارثة حقيقية في حالة استمرارها، خاصة مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة. وسعيا منها للقضاء على المشكل، بادرت مديرية البيئة إلى تخصيص غلاف مالي يفوق 122 مليار سنتيم لإنجاز عدة مرافق خاصة بمعالجة النفايات، منها ثلاثة مراكز للردم التقني للنفايات بكل من بلديات تلاغ، بن عشيبة وسيدي بلعباس. هذا الأخير تشهد وتيرة أشغاله تأخرا ملحوظا بسبب نقص الاعتمادات المالية، الأمر الذي زاد من معاناة المواطنين الذين يناشدون الجهات الوصية الإسراع في إنهاء المشروع للحد من معاناتهم اليومية. للتذكير فإن حجم النفايات المعالجة سنويا على مستوى الولاية يفوق 370 طن من النفايات المنزلية و120 ألف متر مكعب من النفايات الهامدة، الأمر الذي دفع بالمديرية الوصية إلى إنجاز ثلاثة مراكز خاصة بفرز النفايات بكل من بلديات المرحوم جنوبا، المسيد وشتوان، وأربع مفارغ عمومية محروسة، ما سيسمح حسب الإحصائيات المقدمة بتغطية 30 بلدية ومعالجة 82 بالمائة من النفايات مع تسجيل مشاريع مستقبلية تتمثل في مفارغ عمومية أخرى محروسة للوصول إلى نسبة معالجة تقدر ب86 بالمائة من النفايات المطروحة عبر تراب الولاية.