قال الخبير والسياسي جون بيار فيليو، في آخر دراسة حول تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ونشاطاته الإرهابية في منطقة الساحل، إن الجزائر محقة في الضغط نحو قيام تعاون إقليمي لمواجهة التهديد، وأن الدعم الغربي المحدود في التنمية ضروري لمساعدة دول منطقة الساحل على استعادة سيطرتها على أراضيها من عناصر القاعدة، ومنع الجماعة الإرهابية من بسط سلطتها في إفريقيا. ذكر الخبير الفرنسي جون بيار فيليو، في دراسته للنشاط الإرهابي لتنظيم دروكدال في منطقة الساحل، أن التنظيم لا يشكل تهديدا سياسيا مباشرا على الحكومات، بقدر ما هو أمني، وجذورها ضعيفة ولا تتمتع بتأييد شعبي، وأضاف أن المنافسة الداخلية والشراكة مع المجرمين، تضعفان تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، الأمر الذي يجعلها دون إيديولوجية ويحد من جاذبيتها، وقال ”إن قيادة التنظيم المركزية لا تملك أي خطط خاصة بإفريقيا، ولكنها مهتمة في الوقت الحالي بإدماج مجندين جدد من منطقة الساحل، في محاولة منها لضمان ديموماتها”، غير أن تقدم التنظيم في ذات الاتجاه محدود، ولكنه مزعج، خاصة بعد العرض الذي قدمه الإرهابي دروكدال لتدريب الميليشيات المسلمة في نيجيريا، حسب تعبير المتحدث. وأشار الخبير إلى الانشقاق الكبير الذي يعيشه تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، ووصفه بالانقسام العرقى والعنصري الذي يمنع المجندين الأفارقة من الحصول على مناصب قيادية، وأضاف ”التنظيم في أساسه عربي، غير أنه يسعى من أجل إثبات التزامه بأفرقة ما يسميه الجهاد، من دون أفرقة قيادته”، مضيفا أن التنظيم يسعى منذ مدة لإدراج جيل جديد من المجندين من منطقة الساحل. وأشاد الخبير بمجهودات الجزائر لتوحيد دول منطقة الساحل، في مواجهة تهديدات تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وقال إن ”الجزائر محقّة في الضغط نحو قيام تعاون إقليمي لمواجهة التهديد، بالإضافة إلى المساعدات الغربية التي أصبحت ضرورية لدول منطقة الساحل”، موضحا أن ذلك يجعل حكومات دول الساحل قادرة على بسط سيطرتها على أراضيها، ومنع العناصر الإرهابية والإجرامية من أي محاولات لبسط سلطتها في رفريقيا، وأضاف أن التعاون الإقليمي الذي تدعو إليه الجزائر بقوة، ضروري بين الدول المجاورة، وأمر أساسي لتعطيل قدرة القاعدة في المغرب الإسلامي على التحرك، من جهة، وتجنب التدخل المباشر من الغرب من جهة أخرى، وقال محذرا ”أي ظهور لتدخل أمريكي أو أوروبي في المنطقة، سيصب في صالح تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي”. جون بيير فيليو، الحاصل على شهادة دكتوراة في التاريخ، شغل منصب مندوب الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، ويزاول مهمة التدريس كأستاذ ملحق بمعهد الدراسات السياسية في باريس، وله عدة مؤلفات سياسية واستراتيجية، منشورة بشكل أخص في ”مجلة الدراسات الفلسطينية”، ومنها كتاب ”ميتران وفلسطين”، ”حدود الجهاد”.