"حين اعتلينا ركح تيمڤاد أحسسنا بأننا دخلنا التاريخ" سجلت الفرقة الويقورية من الشينجينانج الصينية على غرار السنة الماضية حضورها بالمسرح الروماني الجديد لتيمڤاد، في رحلتها للتعريف بتقاليد وموسيقى القومية الويقورية كإحدى القوميات المسلمة ذات الاستقلال الفيدرالي بجمهورية الصين الشعبية. وتختص الفرقة بعزف موسيقى المقامات الويقورية البالغ عدده 36 مقاما يتشابه بعضها إلى حد كبير بالمقامات العربية، ويعود تاريخها إلى القرن السادس عشر الميلادي حين قامت بجردها زوجة أحد ملوك الصين في ذالك الوقت وهي تتصل اتصالا وثيقا بالمشاعر الإنسانية الفردية والجماعية من حزن وفرح ووطنية وفخر، وتقدم ممزوجة برقصات منوعة تعبر عن المناسبة المراد إحياؤها، فمقام الفرح مثلا لا يقدم سوى في المناسبات السعيدة وهي بالتحديد عيد الأضحى وعيد الفطر حسب رئيسة الفرقة، التي تعرضت إلى تاريخ قوميتها وموسيقاها في ندوة صحفية عقدتها بفندق شليا بباتنة، أول أمس. وقد قدمت الفرقة خلال السهرة الثالثة من عمر مهرجان تيمڤاد الدولي عرضا مميزا بلوحات تعبيرية قريبة من الأوبيرات تمتزج فيها الموسيقى بالرقص والمؤثرات الصوتية المعبّرة، إضافة إلى عزف موسيقى الفلامينكو ذات اللمسة الصينية والتي عبّرت بها الفرقة عن احتكاكها الواسع بثقافات الشعوب الأخرى. وقد لاقى العرض استحسان الجمهور الحاضر بتيمڤاد، كما عزفت مجموعة من المقامات الويقورية، التي تريد الفرقة المحافظة عليها كونها بدأت تسير في طريق الاندثار، ورقصات لقوميات مختلفة كالطاجيك والتاتار. وعبّرت رئيسة الفرقة خلال الندوة الصحفية عن إعجابها الشديد بالفن الجزائري على اختلاف طبوعه من خلال حضورها الأولي للمهرجان السنة الماضية ولقائها بمجموعة من مطربي الأغنية الأوراسية على غرار الراحل "كاتشو" حيث قررت الفرقة لما علمت بوفاته تكريمه على طريقتها الخاصة وإعادة إحدى أغانيه بعد ترجمتها للصينية وهي أغنية "دمي دمي"، كما سبق لهم إعادة أغنية الفنان إيدير "آفافا إينوفا" قبل خمسة عشر سنة. ومن المشاريع المستقبلية التي تعتزم الفرقة تجسيدها على أرض الواقع تصوير فيديو كليب لأغنيتين بالمدينة الأثرية لتيمڤاد، حيث حضر على هامش المهرجان أحد المخرجين السوريين إلى تاموڤادي لمعاينة الموقع، في انتظار الحصول على تصريح من وزارة الثقافة للانطلاق في العمل. وعبّر أعضاء الفرقة عن سعادتهم بالتواجد بالجزائر في مهرجان تيمڤاد للاحتفاء الكبير الذي قوبلوا به من طرف الجزائريين والتشابه في الموسيقى وبعض الألبسة التقليدية، كما عبّروا عن الشعور الكبير الذي انتابهم أثناء مشاركتهم بتيمڤاد السنة الماضية بقولهم "حين اعتلينا المسرح الروماني لأول مرة أحسسنا بأننا دخلنا التاريخ".