شيّعت بعد صلاة الجمعة لنهار أمس ، جنازتي شهيدي الواجب الوطني، ضحايا اعتداء تينزاواتين الإرهابي بولاية تامنراست، الذي استهدف عناصر قوات الدّرك الوطني الأسبوع الماضي، وأسفر عن استشهاد 11 من أعوان الدّرك والحرس البلدي، وذلك بكل من مقبرتي ''رأس الواد'' و'' كندة '' ببلدية رأس العيون غرب ولاية باتنة، بحضور جمع غفير من أهل وأصدقاء ومعارف المرحومين '' حمزة دوادي '' من مواليد سنة 1984، و '' رشيد توكة '' البالغ من العمر هو الآخر 26 سنة، في أجواء من الحزن والأسى العميقين، وحسب والد '' حمزة ''؛ فإن قرّة عينه الثانية من أبنائه الخمسة الذي التحق بصفوف الدرك الوطني سنة 2006 بعد سنة واحدة قضاها في الجامعة محاولا تحقيق حلمه في أن يصبح مهندسا في المناجم، قبل أن تجبره ظروفه الإجتماعية على الإنخراط في صفوف الدرك الوطني، فإنّ الشهيد كان ينوي القيام بمراسيم خطبة التي اختارها لتكون شريكة له في حياته، بعد تاريخ الثامن جويلية الحالي عند عودته إلى بيته في عطلة سنوية، لكن القدر أراد عكس ذلك حسب الوالد الذي وجدناه صبورا جدا وراض كل الرضا على ما ابتلاه الله به ليدخل ابنه القبر بدلا من القفص الذهبي، مضيفا أنه يوم الحادثة اتصل بابنه على أرقامه الهاتفية الثلاث، لكنه وجدها كلها خارج مجال التغطية، ليصل الخبر الفاجعة إلى العائلة بعد ذلك وينزل على الجميع كالصاعقة، خاصة على الوالدة التي كانت تحضر لمراسيم الخطبة، لتجد نفسها بين عشية وضحاها تحضّر لمراسيم جنازة ونعي ابنها المحبوب المشهود له بحسن الخلق والطيبة وحبه لزيارة الأهل والأقارب كلما أتيحت له الفرصة لذلك، أما الشهيد الآخر '' رشيد توكة '' وحسب والده كذلك فإنّ آخر أبنائه انخرط في صفوف الدرك الوطني قبل أربع سنوات من الآن، وكان إنسانا خلوقا جدا، لم يشتك منه جار ولا صديق منذ نعومة أظافره، إلى أن انتقل إلى جوار ربه ونال شرف خدمة هذا الوطن الغالي، وعن الشهيد '' رشيد توكة '' دائما، قال عنه رفيق الدّرب والدّراسة '' عبد الحميد قانة ''، أنّه لم يعرف عنه إلا الخير والطيبة، إلى أن قرّر الإنخراط في صفوف الدرك الوطني، بعد فشله في اجتياز امتحان شهادة الباكالوريا من ثانوية رأس العيون التي كان يدرس بها بالقرب من مسكنه العائلي، مضيفا أن وفاة صديقه خسارة كبيرة حزن من أجلها كل سكان رأس العيون، الذين ودعوا في يوم واحد اثنين من خيرة أبنائهم.