ساركوزي يبدي تخوفه على مصير الرهينة جيرمانو المحتجز لدى تنظيم القاعدة يجتمع اليوم الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، برؤساء دول كل من مالي وموريتانيا والنيجر في العاصمة الفرنسية في لقاء أمني، على هامش احتفالات فرنسا باستقلال المستعمرات الإفريقية، بعد أن عبر عن تخوفه أول أمس، على مصير الرهينة جيرمانو، المحتجز لدى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، إثر البيان الموجه لباريس من طرف التنظيم يحدد فيه مهلة 15 يوما للاستجابة لمطالبه قبل الإقدام على إعدام الرعية الفرنسي، حيث تكون باريس قد استثمرت، وإلى حد الابتزاز، عملية تفجير السفارة الفرنسية في موريتانيا، الفاشلة، والتسلل من بوابة موريتانيا إلى منطقة الساحل. وقالت مصادر إعلامية فرنسية إن ساركوزي سيناقش خلال الاجتماع، مصير الرهينة الفرنسي المختطف شمال النيجر منذ شهر أفريل الماضي، حيث عبر عن القلق المتزايد في فرنسا حول مصير الرهينة الفرنسي، وقال في تصريح خص به للقناة الفرنسية الثانية، أول أمس، إنه متخوف جدا على مصير الرهينة، ميشال جورمانو، الذي يحتجزه الإرهابيون منذ 22 أفريل المنصرم، بالقرب من الحدود المالية الجزائرية، معتبرا ذلك التهديد حقيقة مرة. وبرأي الكثير من المراقبين، فإن الاجتماع الأمني الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي بحضور رؤساء دول مالي، النيجر وموريتانيا، يهدف بالأساس إلى تحقيق نقطتين جوهريتين تخدمان السياسة الفرنسية في المنطقة، وذلك على حساب الاستراتيجية الجهوية لدول المنطقة، تحت إشراف الجزائر. أولى النقطتين محاولة ممارسة نوع من الضغط على رؤساء الدول الثلاث، من أجل الحصول على تنازلات، تنتهي بالاستجابة لشروط ما أصبح يعرف بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، مقابل إطلاق سراح الرهينة جرمانو، وذلك بالضغط المباشر على زعماء تلك الدول، لتحرير بعض الإرهابيين المعتقلين في سجونها، على شاكلة ما جرى خلال تحرير الجاسوس الفرنسي، بيار كامات، وإطلاق باماكو سراح أربعة إرهابيين، منهم مطلوبين في الجزائر وموريتانيا. أما النقطة الثانية فتتعلق بالأطماع الفرنسية في المنطقة، ومحاولة فرض نفودها عبر تلك الدول، من خلال مسعاها لتقويض الجهود التي تقودها الجزائر، والهادفة إلى جعل مسألة الأمن ومكافحة الإرهاب بالمنطقة محصورة فقط بين الدول المعنية فقط، والقبول بمبدأ رفض أي تدخل أجنبي مهما كان، خاصة وأن تلك الدول مرتبطة مع الجزائر باتفاق أمني مشترك، خاصة بعد تنصيب هيئة أركان عملياتية مشتركة لمكافحة الإرهاب، وهو ما تهدف فرنسا إلى تكسيره حسب المراقبين، تعبيرا منها عن انزعاجها من الدور المحوري الذي تقوده الجزائر. ويرى المتتبعون للشأن الأمني بمنطقة الساحل، أن قادة دول المغرب العربي لم تتم دعوتهم، سواء للاحتفالات، أو لحضور الاجتماع الأمني، رغم كونها مستعمرات سابقة لفرنسا، ما يعزز الشكوك حول الأهداف الحقيقية لباريس وراء الدعوة لهذا الاجتماع. وفي سياق ذي صلة، نفى أمس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، أن تكون السلطات الفرنسية قد تلقت أي طلب أو شروط من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، لقاء تحرير الرهينة ميشال جرمانو، مجددا تأكيد السلطات الفرنسية على أخذ على محمل الجد، المهلة التي أطلقها الخاطفون على شبكة الأنترنت، من أجل تحرير الرهينة.