انتعشت خلال هذه الأيام تجارة المكيفات الهوائية وبشكل غير مسبوق، لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة التي بلغت مستويات عالية عبر العديد من ولايات الوطن، حيث لجأت العديد من العائلات إلى اقتناء هذه الأجهزة التي ساهم في عملية الحصول عليها التسهيلات التي يقدمها بعض الباعة من خلال ما يعرف بالبيع بالتقسيط ، فيما تم تسجيل ارتفاع في أسعارها بسبب الإقبال الكبير عليها هو الأمر الذي يؤكد دخول ثقافة المكيفات الهوائية إلى العائلة الجزائرية. خلال السنوات الأخيرة الماضية لم تكن اغلب العائلات تفكر في اقتناء المكيفات الهوائية حيث كانت تكتفي في أحسن الأحوال بالمروحيات العادية، خاصة وأن ثقافة المكيف الهوائي لم تكن لها مكان في المجتمع الجزائري إلا أنها ;ما انفكت أن ظفرت بمكانتها بين مقتنيات العائلات الجزائرية لاسيما بعد موجة الحر الكبيرة التي اجتاحت اغلب المناطق الجزائرية هذه الأيام ، فضلا عن ولوج العديد من الشركات المصنعة لهذه الأجهزة مما خلق جوا من التنافس بينها الشيء الذي ساهم في خفض أسعارها بشكل غير مسبوق ليصبح هذا الجهاز من ضروريات العيش بعد أن كان من الكماليات، وكان استخدامه مقتصرا على المؤسسات والإدارات. انتعاش غير مسبوق في تجارة المكيفات الهوائية وفي جولة قادتنا إلى سوق الحميز بالعاصمة، هذا الفضاء المعروف ببيع الأجهزة الكهرومنزلية ارتأينا أن نقوم بهذا الاستطلاع لنرصد من خلاله حقيقة هذا الإقبال فتوجهنا إلى أحد أصحاب هذه المحلات الذي أخبرنا بأن تجارة المكيفات الهوائية احتلت الصدارة في مجموع مبيعات الأجهزة الكهرومنزلية خلال هذه السنة، حيث أن غالبية التجار لم يتوقعوا بأنتعرف مثل هذا الإقبال، وذلك بعد أن ارتفع عدد زبائنهم بأضعاف مضاعفة مما اضطر الكثير منهم إلى الإسراع في زيادة عدد الطلبات على أنواع هذه الأجهزة بعد أن كانوا في السابق بأعداد قليلة منها. إقبال المواطنين على اقتناء المكيفات ساهم فيه من جهة أخرى توفير باعة الأجهزة الكهرومنزلية لصيغة البيع بالتقسيط، خاصة وأن أسعارها وصلت السقف، حيث تتراوح ما بين 25 ألف و40 ألف دينار حسب نوعيتها وطاقاتها التبريدية، حيث سّهل الباعة للمواطنين عملية اقتناء المكيفات الهوائية وهذا بدون دفع مسبق ومبالغ تتراوح مابين 1000 و1500 دينار شهرياً لمدة سنتين. ويعد سوق الحميز الأكثر حظا للظفر بأكبر عدد من الزبائن حيث يشهد إقبالا منقطع النظير بالنظر إلى شهرته الكبيرة، بالإضافة إلى أنه يتوفر على منتوجات متنوعة وبأسعار تنافسية حيث يتركز الطلب على مختلف الأصناف بتفاوت طاقة التبريد وفي هذا الإطار نبه الباعة إلى ضرورة الحذر عند اقتناء هذه الأجهزة كون أن العديد منها مغشوشة ومنتجات مقلدة التي باتت تغزو مثل هذه الأسواق حيث يتم جلبها من دول أسيوية وليس من موطنها الأصلي، وذلك تحت غطاء تسميات كبار الشركات العالمية المصنعة لها،ومن هذا المنطلق فقد فضل بعض المواطنين تجنب هذا السوق بالرغم من أسعاره التنافسية،تجنبا للوقوع في فخ التقليد والمنتوجات المغشوشة المعروفة بأسعارها المنخفضة جدا مقارنة بالنماذج الأصلية، ليتوجهوا بذلك إلى محلات بيع الأجهزة الكهرومنزلية بالرغم من ارتفاع أسعارها بهذه المحلات، حتى ولو كان البائع سيستفيد من مبلغاً إضافياً يعادل نصف السعر الحقيقي للمكيف. شهر رمضان يعزز الإقبال على المكيفات ولأن شهر رمضان المعظم لهذه السنة سيتزامن مع شهر أوت والتي تكون درجات الحرارة خلال معظم أيامه مرتفعة، فقد أبى الكثير من المواطنين إلى البحث من الآن عما يخفف عنهم حر أيام رمضان، وهو ما يتجلى في إقبال المواطنين بكثرة على اقتناء المكيفات الهوائية هذه الأيام حيث سيتزامن حلول شهر رمضان مع الأسبوع الثالث من أوت الذي يعرف باشتداد الحرِّ فيه، وحتى لا يصاب المواطن بالإرهاق إضافة إلى الصيام ، ففضلوا اقتناء أجهزة التكييف التي تمنح الإحساس بلطافة الجو الداخلي في ظل الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة خارجا والخمول التام الذي يعتري الصائم على إثره، وهو ما يؤكده تضاعف الإقبال عليها خلال هذه الأيام حيث يقول فريد في هذا الخصوص " أتوقع أن تبقى درجات الحرارة خلال شهر رمضان لهذه السنة مرتفعة، حيث فكرت في ضرورة أن اقتني احد المكيفات الهوائية لأخفف منها، لاسيما وأنني سأكون خلالها في فترة العطلة السنوية مما يضطرني أن أبقى طوال اليوم داخل المنزل " غير أن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في الآونة الأخيرة، و التي تدوم لساعات كاملة قد أثارت العديد من التساؤلات والتخوفات لدى العائلات عن جدوى اقتناء المكيفات،من خلال إمكانية إصابتها بأعطال على غرار الأعطال التي مست مختلف الأجهزة المنزلية بسبب هذه الانقطاعات وعودتها الفجائية ودون سابق إنذار،حيث يتمنى المواطنون أن لا تتكرر في الأيام المقبلة، لاسيما وأن الكثير يتوقعون اشتدادا كبيرا للحر مع حلول شهر رمضان في الأسبوع الثالث من أوت الجاري.