سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التدخل الفرنسي يرهن جهود الجزائر في منطقة الساحل و واشنطن تنفض يدها من العملية أمنيون موريتانيون يجتمعون بتوري وباماكو تتحدث عن عدم استئذانها في استخدام أراضيها
سارعت واشنطن أمس لتبرئة نفسها من العملية التي قادها الجيش الموريتاني فجر الخميس، ضد موقع لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، بالتأكيد على أنها لم تشارك في العملية، باستثناء تقاسم المعلومات الاستخباراتية مع فرنسا وموريتانيا، في وقت تنفي فيه السلطات المالية علمها بالعملية التي جرت وقائعها على أراضيها، ويبدو أن الفوضى التي صاحبت العملية العسكرية لم تنته بعد، حيث أبدت واشنطن قلقها من أن يطالها التهديد الإرهابي بعد فشل العملية أمريكا تتوقع ردا من “القاعدة” وتعتبرها تهديدا مشتركا ودائرة فشل الهجوم العسكري تتوسع مصدر عسكري ببماكو يتحدث عن عملية أخرى في الصحراء الكبرى تشارك فيها عدة دول قال أمس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فليب كراولي، “إن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تكن ضالعة في العملية التي جرت يوم الخميس، ولكنها تقاسمت المعلومات الاستخباراتية مع فرنسا وموريتانيا”، ويبدو أن واشنطن متخوفة جدا من أن يطالها التهديد الإرهابي، ورد فعل تنظيم القاعدة على العلمية العسكرية التي قادتها موريتانيا وفرنسا على الأراضي المالية، وخلفت ستة قتلى في صفوف الإرهابيين، وعددا من الجرحى، حيث اعتبرت الولاياتالمتحدةالأمريكية أن “تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، بات يشكل تهديدا بعد الهجوم الموريتاني المدعوم من فرنسا على عناصره”. وأضاف فليب كراولي، “إن المجموعة تشكل تهديدا قبل كل شيء على المنطقة، ورأينا مع مرور الزمن، أن التهديد استهدف بعض الدول الأوروبية، وبالتأكيد هذا التهديد قد يطال الولاياتالمتحدة أيضا”، وهو ما يفسر مسارعة واشنطن لنفي ضلوعها في العملية العسكرية. ويشكل تنفيذ تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، الذي يتزعمه الجزائري عبد الحميد أبو زيد، لتهديده قبل 13 شهرا، بإعدام الرهينة البريطاني، ادوين دايير، تخوفا كبيرا من أن يطال رد فعل القاعدة المصالح الأجنبية في الدول المعنية، وهي الجزائر، مالي وموريتانيا. ويبدو أن دائرة الفشل في العملية العسكرية الأخيرة بمالي قد اتسعت، فبعد فشل فرنسا في استعادة رعيتها ميشال جيرمانو، المختطف من طرف الجماعات المسلحة منذ أفريل الماضي بالنيجر، واحتجاج إسبانيا على “المغامرة” الفرنسية التي تضع الرهينتين الإسبانيتين أيضا في خطر، خرجت الولاياتالمتحدةالأمريكية لتنفض يدها من الهجوم العسكري على موقع القاعدة، وتؤكد عدم مشاركتها في العملية، بعد أن تداولت وسائل الإعلام أول أمس، خبر مشاركة الولاياتالمتحدة في الهجوم، كما خرجت مالي أمس بتصريحات غير متوقعة ولا منطقية، بحديث مسؤول بوزارة الدفاع المالية، لرويترز، حول جهل السلطات المالية بالعملية العسكرية التي نفذت على أراضيها فجر الخميس، وقال “إن الأراضي المالية تم استخدامها للقيام بالعملية العسكرية التي استهدفت تحرير رهينة فرنسي محتجز لدى القاعدة، دون إبلاغ الحكومة المالية بالأمر”، وأردف بالقول “صحيح إن هناك اتفاقات بشأن الحق في القيام بعمليات ملاحقة عبر الحدود، ولكن في معظم الحالات يتم إبلاغ القادة العسكريين. ولم يكن هذا هو الحال”. وعلى هذه الخلفية، أوفد الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، مسؤولين أمنيين موريتانيين كبار إلى باماكو، وهم وزير الدفاع الموريتاني، حمادي ولد حمادي، ومدير أمن الدولة، محمد لمين ولد أحمد، وقائد أركان الرئاسة الموريتانية، العقيد دياء أداما عمار، من أجل لقاء الرئيس المالي، أمادو توماني توري. وتضاربت المعلومات أمس، بشأن استمرار العملية العسكرية من عدمه، حيث نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن مصدر عسكري أجنبي ببماكو، وجود عملية حاليا بمالي، وأن باريس تمارس ضغوطا من أجل إطلاق سراح ميشال جيرمانو، مع بداية العد التنازلي للمهلة التي حددها تنظيم القاعدة قبل تنفيذ تهديده بإعدام الرهينة. وأوضح المصدر العسكري أن “الفرنسيين يبذلون حاليا كل ما بوسعهم لإطلاق سراح جرمانو”، وأكد أن الهجوم العسكري الموريتاني الذي شن يوم الخميس على مجموعة القاعدة التي تحتجز الرهينة، بدعم من فرنسا، هدفه “ذر الرماد في العيون”. وكشف المصدر عن عملية أخرى بالصحراء الكبرى ما تزال مستمرة، وتشارك فيها دول أخرى، دون أن يذكر تفاصيل أكثر.