كشفت التحقيقات الأولية التي شرعت فيها مصالح الأمن المختصة، بما فيها الشرطة العلمية، عن بعض التفاصيل الحية التي تتعلق بالانتحاري الذي حاول فجر أول أمس الهجوم بسيارة مفخخة على مقر الدرك الوطني ببلدية بني عيسى، بدائرة بني دوالة، ويتعلق الأمر بالمدعو “موح الخشخاش”، الذي كان محل بحث منذ مدة من طرف مصالح الأمن، واسمه الحقيقي سيدي محند أورمضان، والبالغ من العمر 25 سنة، ويقطن ببلدية بني عيسى. ويعرف عن الإرهابي الانتحاري، المدعو الخشخاش، أنه يقوم بعزل نفسه عن الآخرين، وسبق تعيينه على رأس سرية تاخوخت، المنضوية تحت كتيبة النور، التي امتد نشاطها إلى غاية مرتفعات سيدي علي بوناب، كما سبق وأن أدانته جنايات تيزي وزو بالإعدام لارتكابه عدة عمليات إرهابية. وقد تم أمس تشييع جثمان الضحية الأولى في العملية الانتحارية الجبانة، في الوقت الذي ماتزال مصالح الأمن تواصل التأكيد في الهوية الحقيقية لانتحاري بني عيسى، خاصة وأن الخشخاش سبق وأن نفذ عديد العمليات الإرهابية في حق عناصر الأمن والجيش ببني دوالة خلال العامين الفارطين، كما قام بتدعيم الجماعات الإرهابية بالمواد الغذائية. وفي انتظار تفاصيل أكثر عن الهوية الحقيقية للانتحاري، ماتزال بلدية بني عيسى على وقع الصدمة، حيث مايزال الخوف باديا على ملامح المواطنين الذين عاشوا يوما أسود، بعد أن خلف الاعتداء الدنيء العديد من الخسائر في الأرواح وخسائر مادية بمقر الدرك الوطني، الذي حاولت عناصره إرغام الانتحاري على التوقف عندما كان على متن سيارة من نوع “مازدا” مغطاة، تم سرقتها في حاجز مزيف ببلدية معاتقة، الأسبوع الماضي. وقد أحدث الهجوم الانتحاري تشققات في السكنات القريبة من مكان الانفجار، وكذا تصدعات في جدران مقر البلدية، الذي أغلق أبوابه أول أمس، كما أن الحصيلة الجديدة ارتفعت إلى تسجيل وفاة أخرى لدركي.