علمت ”الفجر” من مصادر محلية مسؤولة، أن عناصر محسوبة على تيار السلفية قادمة من الجزائر العاصمة، تقف وراء حادثة أغريب، التي بدأت تأخذ أبعادا خطيرة، وستزداد استفحالا إذا لم تتدخل الجهات الوصية. وأضافت ذات المصادر أن هذه الأطراف تحاول إثارة الفتنة بين أبناء بلدية أغريب بسبب مشروع إنجاز مسجد، والأخطر من ذلك، فهي تحاول خلق نوع من الصراع العرقي بين أبناء القرية الواحدة. وقد شهدت قرية أغريب، مساء الأربعاء المنصرم، حالة فوضى بعد تشابك بين السكان المعارضين لتشييد مسجد، بالمكان المسمى ”السوق القديم” واللجنة الدينية للمسجد، وتطورت فيما بعد إلى مشهد مأساوي، تم استعمال مختلف الأسلحة المحظورة، من تبادل للطلقات النارية والمشادات بالأيدي، وخلفت إصابة عدد من الأشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، خاصة بعد إقدام بعض السكان المعارضين على استقدام جرافات من حظيرة البلدية وهدم أجزاء معتبرة من المسجد وأعمدته. وقد دعت مصادر من القرية وزير الشؤون الدينية والأوقاف إلى التدخل العاجل لتفادي حدوث فتنة أكبر قد تغرق بلدية أغريب في صراعات، خاصة بعد اكتشاف أطراف خارجية تمول الصراع الداخلي بأغريب وتغذيه جهات محسوبة على التيار السلفي من العاصمة. كما حذرت ذات المصادر في ذات السياق، اللجنة الدينية لمسجد أغريب، من مغبة انصياعها للأفكار التطرفية للجهات القادمة من العاصمة، داعية إياها إلى التريث والتعقل والعمل بمبدأ الحكمة. وكانت لجنة قرية أغريب قد أصدرت بيانا أول أمس، حذرت فيه من الانسياق وراء التيار السلفي، الذي يغذي حسبها الصراع القائم بالمنطقة، واتهمته بالوقوف وراء فكرة بناء مسجد جديد بوسط البلدية، دون مراعاة الخصوصيات القانونية للعملية. وأكدت اللجنة في بيان تلقت ”الفجر” نسخة منه، أنها ستتخذ كل التدابير اللازمة خلال الجمعية العامة التي ستعقدها في القريب العاجل، ودعت المواطنين إلى الوقوف في وجه المخربين. وكانت مصادر محلية قد حذرت من خطورة توسع رقعة الصراع بين أبناء المنطقة، لاسيما بعد إعلان بعض الأطراف نيتها إقحام القضية في المجال السياسي، باعتبار أغريب معقل شخصيات سياسية معروفة بالمنطقة كالأرسيدي. يحدث هذا في الوقت الذي ماتزال المشاحنات تطبع يوميات الطرفين، حيث تعيش قرية أغريب حالة ترقب واستنفار قصوى.