عادت من جديد أجواء الاحتجاجات إلى بلدية أغريب بولاية تيزي وزو، حيث وقع مساء أول أمس، في حدود الساعة السادسة والربع، اشتباك عنيف بين عدد من سكان المنطقة واللجنة الدينية التي رفضت التخلي عن مشروع إنجاز المسجد المتواجد على مستوى المنطقة، وتحديدا بالمكان المسمى “السوق القديم” وقد دخل الطرفان في مناوشات كلامية في بداية الأمر، لتتحول إلى مشادات بالأيدي، لتتطور الأمور وتصل إلى حد تبادل لإطلاق النار، ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح متفاوتة الخطورة، الأمر الذي أثار حالة ذعر وطوارئ بين سكان المنطقة. وحسب ما علمته “الفجر” من مصادر محلية موثوقة، فإن تصاعد الاشتباكات وخوف عقلاء المنطقة من تحول الخلاف إلى ما لا يحمد عقباه، تم تنظيم لقاء عاجل بالقرية، أمس، أدى إلى الدعوة لترك القطعة الأرضية للسوق القديم واستعمالها في وظيفتها الأصلية، إلى جانب إلغاء رخصة إنجاز مشروع المسجد، ومن جهتها رفضت لجنة القرية المقترح وأكدت مواصلتها تشييد المسجد، حسب ذات المصادر. وقد تعرض المسجد، مساء أول أمس، لهدم بعض أجزائه من طرف سكان منطقة أغريب، باستعمال جرافات تابعة لمصالح بلدية أغريب، واستعملوها في هدم أجزاء من الهيكل. ولم تستبعد مصادر “الفجر” قيام لجنة القرية برفع دعوى قضائية أخرى، ضد الذين أقدموا على هدم أجزاء من المسجد وتخريبه. وتشير مصادر محلية موثوقة من أغريب، في تصريحها ل”الفجر”، إلى أن سبب عودة الاحتجاجات إلى المنطقة، يرجع لرفض لجنة القرية، الخميس المنصرم، حضور عملية تدشين مسجد سيدي جعفر، وهي العملية التي حضرها رئيس الأرسيدي سعيد سعدي، حيث أن المسجد أشرفت على ترميمه لجنة القرية. كما أن البوادر الأولى للخلاف، الذي قد يتسبب في فتنة كبرى بين أبناء منطقة أغريب، بدأت مع تأسيس اللجنة الدينية، التي قررت إنجاز مسجد جديد، الأمر الذي ساهم في إثارة البلبلة بين المواطنين، خاصة وأن اللجنة الدينية تلقت أعذارا بوقف أشغال الإنجاز، مع تهديدات بالمتابعات القانونية والقضائية، لكنها رفضت الامتثال، وقررت مواصلة أشغال الإنجاز. وكشفت مصادر محلية أن الاستعانة بالعنصر النسوي كانت بشكل واضح من جانب المعارضين لعملية الإنجاز، أغلبهن شابات دون علمهن بالأمر، حين تم إيداع عريضة توقيعات لدى مصالح البلدية، وهو الأمر الذي اعتبره سكان المنطقة مساسا بشرف العائلات، متسائلين هل حقا حضرت هذه النسوة الاجتماع المقام، والذي أقر إنجاز مسجد جديد، وترميم مسجد سيدي جعفر. وكانت مصادر من عقلاء أغريب قد حذرت من إقحام قضية المسجد في صراعات سياسية، أو محاولة لتحقيق أغراض شخصية تحت شرعية الدين.