تسبب الاستغلال غير العقلاني لكمية الماء بقرية “بلهوشات” الواقعة ببلدية بئر العرش شرق ولاية سطيف، في حرمان الكثير من العائلات من الماء الشروب خلال هذه الأيام الحارة، حيث تعمّد بعض السكان إلى سقي المزروعات بالماء الشروب كنبات القصب التي تستهلك كميات كبير من الماء، وهو ما أدى إلى نفاده الكمية الموجهة إلى باقي منازل القرية سكان “بلهوشات” التي يقطنها حوالي 4 آلاف نسمة، عن استيائهم من سياسة الاستغلال غير العقلاني لكمية الماء المتوفرة بالخزان الذي يستوعب 250 ألف لتر من الماء ويتم ملؤه مرتين في اليوم، والتي يفترض أنها تكفي جميع منازل السكان، حيث إن عدم استعمال عدادات الماء بالمنازل أدى إلى استغلال بعض العائلات المياه بكثرة، فالعديد منهم يستغلها في سقي المزروعات وآخرون يتركون الحنفيات تسيل، وما أدل على ذلك هي الصور التي تم التقاطها بالقرية، بالإضافة إلى أن كثيرا من المنازل تضم خزانات مائية سعتها تفوق 500 لتر تستغل في سقي المواشي والعجول كون القرية تشتهر بتربية العجول، وبهذا لا يمكن للمياه الوصول إلى باقي المنازل البعيدة على الخزان المائي، وهو ما حرم العديد من السكان من قطرة ماء، ودفعهم للبحث عنها وجلبها من المناطق المجاورة بواسطة الدلاء والقوارير وسط ظروف مناخية قاسية. ويرى هؤلاء السكان أن القضاء على مشكل المشكل يكمن في تدخل السلطات المحلية وإجبار السكان على تركيب العدادات من أجل المحافظة على المياه، واتخاذ إجراءات صارمة ضد المسرفين والذين يستغلون المياه الصالحة للشرب في سقي المزروعات. وحسب المصالح المعنية، فإن الخزان الذي يزود القرية بسعة 250 ألف لتر يتم ملؤه مرتين في اليوم، فالنقب الموجود على مستوى القرية والذي تم إنجازه سنة 2004 يضخ 7 لترات في الثانية في فصل الصيف، أي بمعدل 25200 لتر في الساعة، ويتم توزيع كل الكمية للسكان خلال 24 ساعة، بمعدل 500 ألف لتر يوميا، وبما أن عدد سكان القرية لا يتجاوز 4000 نسمة، فإن الفرد الواحد من القرية يستهلك 120 لتر يوميا وهو المعدل الذي يستهلكه الفرد الجزائري، فالمشكل حسب ذات المصالح يكمن في الاستعمال غير العقلاني.