شهدت لليوم الثاني على التوالي مختلف بلديات ولاية الوادي، سيما في أحياء بلدية عاصمة الولاية موجة عارمة من الغضب الشعبي والاحتجاجات اللامتناهية التي حولت الطرقات والشوارع الرئيسية بوسط المدينة إلى أكوام من بقايا متاريس الحجارة ورماد جذوع النخيل والعجلات المطاطية المشتعلة، تواصلت إلى ساعة متأخرة من ليلة أول أمس خرج العشرات من المواطنين للشوارع للتعبير عن سخطهم للوضع الذي وصلت إليه حالة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، في يوم صيف حار تجاوزت حرارته 50 درجة مئوية، مخلفا تلفا في الآلات الكهرومنزلية لعائلات بأكملها، ما أصاب الرضع وكبار السن بوعكات صحية. ووصلت درجة الاحتقان والغضب ببعض المتظاهرين الذين توافدوا سيرا على الأقدام من الأحياء المجاورة، إلى إضرام النيران بمكتبين بمبنى المصلحة التجارية الواقعة وسط السوق المركزي بحي الأعشاش الشعبي، وهي عملية التخريب التي خلفت خسائر مادية فادحة تمثلت في أجهزة للإعلام الآلي ومكيفات هوائية وتجهيزات مكتبية. وتتخوف السلطات الولائية من تواصل هذه الموجة من الاحتجاجات وتأثيرها السلبي على حياة السكان العادية، خاصة في هذا الشهر الفضيل الذي حرم فيه الناس من الراحة والسكينة، بعدما توقف العديد من العمال عن العمل بسبب عدم مقاومتهم للحرارة الملتهبة، سيما وقت القيلولة الذي تشهد فيه المنطقة هذه الانقطاعات في التيار الكهربائي، كما تتخوف هذه الجهات من هلاك بعض الأشخاص خاصة كبار السن من العجزة وحتى الأطفال الصغار والرضع، الذين لا يستطيعون مقاومة الحر الشديد ويأمل هؤلاء السكان تدخلا عاجلا من السلطات العليا في البلاد لإنقاذهم من هذا الجحيم الذي يتخبطون فيه. .. ومصالح الأمن تعتقل 15شخصا بتهمة حرق مقر سونلغاز الوادي كشفت مصادر مطلعة ل “الفجر”، أن مصالح الأمن بولاية الوادي باشرت تحقيقات معمقة بغية معرفة الأشخاص الذين قاموا بعملية حرق مقر سونلغاز، أول أمس، على خلفية الاحتجاجات العارمة التي عاشتها الولاية بسبب التذبذب والانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي. وأوضحت ذات المصادر، أن مصالح الشرطة القضائية اعتقلت ليلة أمس خمسة أشخاص بتهمة التجمهر وإضرام النار في ممتلكات الغير على خلفية عملية التخريب التي أتت على مكتبين على آخرهما بمبنى المصلحة التجارية الواقعة وسط السوق المركزي بحي الأعشاش الشعبي. وقد تمكنت مصالح الأمن بعد تحريات أمنية أولية من الكشف عن هوية خمسة أشخاص تورطوا في عملية التخريب، فيما يبقى التحقيق متواصلا للكشف عن أسماء أخرى تؤكد المعطيات الواردة في التحقيق الأمني لأقوال المتهمين الخمسة في محاضر الضبطية القضائية تورط عدد من الأشخاص، لايزال البحث جار لإلقاء القبض عليهم. يذكر أن عددا من بلديات الولاية تعيش حالة من الاحتقان بسبب الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي التي جاءت متزامنة مع فصل الصيف وشهر رمضان الكريم وهو الأمر الذي لم يستطع السكان مقاومته، ودفعهم بعدة بلديات إلى قطع الطرق، وكذا حرق مقر سونلغاز تعبيرا عن سخطهم لهذا الوضع. يذكر أن تعزيزات أمنية مشددة فرضت على الطرق المؤدية إلى مؤسسة سونلغاز، وقد تم كذلك نصب كاميرات مراقبة لجميع المارة بالقرب من مقرها بوسط المدينة.