عاشت مدينة الوادي ليلة أمس موجة من الاحتجاجات العارمة على انقطاعات التيار الكهربائي تواصلت إلى ساعة متأخرة من الليل، حيث أفطر الصائمون المحتجون على ضوء الشموع، وحرم الكثير من أداء صلاة التراويح بسبب الوضع المذكور السكان يطالبون بتصنيف ولايتهم منكوبة بفعل الحرارة المرتفعة شرارة الاحتجاجات بدأت ظهيرة أمس تقريبا حيث انقطع التيار الكهربائي عن عدد من بلديات الولاية، وتجلت بشكل بارز في أحياء وسط المدينة، حيث خرج المئات من السكان إلى الطرقات الرئيسية والشوارع، للتعبير عن غضبهم عن الانقطاع غير المبرمج من طرف مصالح سونلغاز لا سيما مع الحرارة الملتهبة التي تجاوزت 52 درجة، وتحولت حياة السكان إلى جحيم حقيقي، ولم يتمكن العجزة وكبار السن والصغار من مقاومة الحر الشديد، وأمام استمرار الانقطاع لساعات طويلة قام السكان بالخروج إلى الشارع، وقطع الطرق وإضرام النيران في العجلات المطاطية لإشعار مصالح سونلغاز بالإشكال، غير أن تأخر تدخل هذه الأخيرة أجج الاحتجاج ودفع بعدد من سكان الأحياء الجنوبية من بلدية عاصمة الولاية المتضررة بشكل كبير من هذا الانقطاع، بسبب تلف بعض معداتهم الكهربائية، إلى التوجه نحو مقر سونلغاز ومحاصرته لمدة طويلة، ثمّ رموا بالعجلات المطاطية الملتهبة داخل مكاتبه واشتعلت عن آخرها، وتدخلت مصالح الحماية المدنية وكذا مصالح الأمن التي طوقت المحتجين وقامت باعتقال قرابة 20 شخصا، وخمدت بعزدها موجة الاحتجاج قليلا لكنها اشتعلت بعدد من الأحياء الأخرى. وأمام تأخر عملية عودة التيار الكهربائي عادت الاحتجاجات بعد الإفطار مباشرة، بعد أن أفطر الصائمون على الشموع وحرم الكثير من أداء صلاة التراويح، وخرج السكان مجددا إلى الشارع بكل من أحياء النزلة، الأصنام، المنظر الجميل، القواطين، أولاد أحمد، الصحن الأول والثاني وغيرها، وتواصلت إلى ساعة متأخرة إلى أن بدأت عودة الكهرباء تدريجيا. وقد عاش عدد من بلديات الولاية أوضاعا شبيهة لا سيما ببلديات الجهة الجنوبية من الولاية بكل من الرباح والبياضة. وفي رده عن الانقطاعات المذكورة أوضح المكلف بالاتصال على مستوى مصالح سونلغاز بالوادي، السيد سيف الدين بكيني، ل“الفجر”، أن سبب الانقطاع راجع بالأساس إلى أعطاب فجائية حدثت بالشبكة الكهربائية، مضيفا أن مصالحه جندت 12 فرقة ميدانية لتدارك العجز وحل الإشكال في أقرب الآجال. وقد ناشد المحتجون رئيس الجمهورية التدخل بغية تصنيف الوادي كولاية منكوبة في هذا الشهر الفضيل، بسبب عدم تمكنهم من مقاومة موجة الحر في رمضان، بعدما حرموا من الكهرباء وهو ما يجعلهم عرضة للهلاك ما لم تتدخل الجهات العليا في البلاد لتدارك هذا الإشكال وإنقاذ السكان، لا سيما العجزة وكبار السن، من موجة حر شديدة تجاوزت 50 درجة مئوية.