خرج، يوم أمس، عشرات السكان بأحياء الجهة الجنوبية من بلدية الوادي إلى الشارع وأضرموا النيران في العجلات المطاطية، احتجاجا على الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي، لا سيما في وقت القيلولة حيث تصل درجات الحرارة إلى حدود 52 درجة مئوية، وهو ما حوّل حياة السكان إلى أشبه بالجحيم. وفي السياق ذاته، تعيش عدة بلديات من ولاية الوادي نفس الوضع، وهو ما بات ينذر بانفجار كبير خاصة مع اقتراب شهر رمضان المعظم. شرارة أعمال الشغب اندلعت في حي الشهداء بمدينة الوادي، حين أقدم، ليلة أول أمس، السكان على قطع الطريق الرئيسي الذي يربط 5 بلديات لمدة فاقت الثلاث ساعات، وذلك احتجاجا على الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي. وتواصلت موجهة الاحتجاجات إلى غاية ليلة أمس. وقد قطع سكان الحي الطريق الرئيسي الذي يعبر الحي ويربط مدينة الوادي ببلديات الجهة الجنوبية، كما أضرم السكان الغاضبين من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي النار في العجلات المطاطية في مكان قريب من قاعة العلاج المتواجدة بالحي، وهو ما أدى إلى تكوّن سحابة سوداء كثيفة غطت أجزاء كبيرة من سمائه. واستعمل المتظاهرون الحجارة والمتاريس لقطع الطريق، ودامت فترة غلقه أزيد من ثلاث ساعات كاملة أجبر فيه مستعملوه على تحويل الحركة منه إلى طرقات أخرى. ولم ترجع حركة المرور إلى طبيعتها إلا بعد تدخل مصالح الأمن الوطني، التي فرقت المحتجين بهدوء كما طوقت متوسطة الحي و ذلك خشية أن تمتد أعمال الشغب والتخريب إليها. وذكر عدد من سكان الحي المذكور ل”الفجر” أنهم ضاقوا ذرعا من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وهو ما حرمهم من الخلود للراحة وقت القيلولة، وأضافوا بأن مدة استفادتهم من الطاقة الكهربائية في ما بين الساعة منتصف النهار والخامسة عصرا، يوم أمس، مثلا، لم تزد عن الساعة والنصف. وهدد سكان الحي بمعاودة خروجهم للشارع إذا لم يتم القضاء على المشكل الذي أصبح هاجسا حقيقيا لسكان حي الشهداء وعدد غير قليل من سكان أحياء وقرى وبلديات عديدة من ولاية الوادي. وفي ردها عن الانشغال المذكور، أكدت مديرية توزيع الكهرباء والغاز بالوادي، أن سبب الانقطاعات خارج عن نطاقها وهو لا يقتصر على حي الشهداء، بل يشمل كامل مناطق الولاية ويدخل في إطار إجراءات المخطط الاستعجالي الذي باشرته الشركة من خلال العمل بآلية القطع المبرمج قصد تفادي انفجار المحول الرئيسي الذي لم يعد بمقداره تحمل الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية في هذا الفصل الحار، لا سيما مع الارتفاع الجنوني في درجات الحرارة.