“منطقة الساحل محيط كبير يوجد به قراصنة وتنظيم القاعدة يقوم بالجريمة على هذا الأساس” أقام المكلف بالدراسات الإفريقية بمعهد البحوث الإستراتيجية بالمدرسة العسكرية بباريس، الخبير الفرنسي تاج مهدي، ربطا مباشرا بين التهديدات التي يطلقها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ومصالح الدول الغربية بمنطقة الساحل، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد أن أصبحت تتخذ التهديدات الإرهابية وسيلة لاختراق المنطقة، واستغلال ثرواتها التي تضم منابع النفط ومواقع لليورانيوم وخيرات منجمية عديدة. وقال الخبير العسكري، تاج مهدي، في حوار أجرته معه جريدة “جون أفريك”، نشر أمس، إن جميع التهديدات التي يطلقها تنظيم القاعدة بمنطقة الساحل، توفر لواشنطن وباريس والدول الغربية فرصا كبيرة لبلوغ وتحقيق أهدافها باستغلال والاستحواذ على ثروات المنطقة، باعتبار تلك التهديدات فرص للتدخل تحت ذريعة حماية المصالح وفق النظرة التي تروج لها باريس وواشنطن، وفضل استعمال كلمة “جشع”، للتعبير عن التكالب الغربي على المنطقة، محاولا إلصاق الجشع وفق ما وصفه للولايات المتحدةالأمريكية دون فرنسا و لدول الأخرى، خاصة عندما يتحدث ويروج لفكرة تخوف إدارة أوباما من تصاعد التواجد الصيني بإفريقيا، وقال “الولاياتالمتحدةالأمريكية حريصة للحد من المد الصيني بالمنطقة، وتركز على الجانب العسكري كقوتها الرابحة والمفضلة”. وقلل الخبير الفرنسي من شأن التنظيم في الجزائر، واعتبره مثل الحريق في قشة التبن، وأنه نواة صغيرة ومحدودة، ليس لها حظوظ للتطور، متوقعا في السياق ذاته، تسجيل عمليات اختطاف بمنطقة الساحل وظهور أنواع جديدة للجريمة المنظمة وتصاعدها. وأوضح المكلف بالدراسات الإفريقية بمعهد البحوث الإستراتيجية بالمدرسة العسكرية بباريس، الخبير تاج مهدي، أن الفوضى تعتبر المناخ الذي ساعد ويساعد على انتشار الجرائم بالمنطقة، وقال”لأن هناك من يستغلون مثل هذه الأجواء للتحرك والنشاط من خلال استغلال اسم القاعدة وفي ظل غياب الحكومات”، مضيفا أن منطقة الساحل هو بمثابة المحيط الكبير، وفي كل محيط يوجد قراصنة، والقاعدة تقوم بالجريمة على هذا الأساس. وأوصي الخبير بضرورة التنسيق بين دول الساحل، وبذل المزيد من الجهود لردع تصاعد الجريمة بالمنطقة، من خطف إلى قتل وتجارة غير شرعية.