قال خبير أمني متخصص في شؤون الجماعات المسلحة، إن تهديد الجماعات المسلحة للأمن في منطقة الساحل مبالغ فيها بشكل كبير، وأوضح مهدي تاج، المكلف بالدراسات الإفريقية في معهد الدراسات الاستراتيجية التابع للأكاديمية العسكرية بباريس والمركز التونسي للدراسات الإستراتيجية، أن منطقة الساحل محيط هائل وفي كل محيط يكون هناك قراصنة·وأكد الباحث التونسي في حديث قصير لأسبوعية جون أفريك التي تصدر في فرنسا، أن ما يعرف بتنظيم الجماعة الإسلامية ينتمي إلى ذلك النوع من المجرمين، أي قراصنة ولا يحملون أي مشروع سياسي، خصوصا وأن المنطقة التي ينشطون فيها يغلب عليها إسلام له طابع صوفي غارق في الروحانية· وأضاف أن شساعة المنطقة وقلة حضور الدول فيها، ساعدا بعض الجماعات على استغلال اسم القاعدة لخدمة مصالحها· وخلص للقول إنها في نظره تمثل نواة صغيرة ومحدودة كما لديها حظوظئ قليلة للتطور·وجزم الباحث الذي سبق له أن أعد دراسة لصالح الحلف الأطلسي حول الأمن والاستقرار في منطقة الساحل، أنه في ظل هذه الظروف فإن التقارير التي تتحدث عن تحول المنطقة إلى ملاذ آمن لهذه الجماعة مبالغ فيها وتحمل أجندة خارجية· ويعتقد أن التهديد الإرهابي لطالما خدم الأجندة الأمريكية مثل بقية الدول الغربية، حيث استعملوا هذا التهديد الذي تمثله الجماعة السلفية للسيطرة على المقدرات الطبيعية، مشيرا إلى طمع قوى كبرى مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين في الثروات الطاقوية لمنطقة الساحل·وبرأيه، فإن الولاياتالمتحدة قليلة الحضور في المنطقة، ولها مصلحة في الحد من النفوذ الصيني فيها، وأن الحضور العسكري أداة لتحقيق ذلك، في إشارة إلى قيام الولاياتالمتحدةالأمريكية بتجهيز قوة أفريكوم وقوة تدخل جوية وبحرية في المناطق المحيطة بإفريقيا للتدخل أو جمع المعلومات الاستخباراتية· وشكك الخبير التونسي في التقارير بخصوص قيام الجماعة السلفية باختطاف بعض الأشخاص في دولة بوركينا فاسو، مشيرا إلى أن مثل المعلومة جاءت من مصادر أمريكية، رغم إقراره بإمكانية حدوث ذلك·