وضعية أقل ما يقال عنها أنها كارثية، هذا ما وقفنا عليه في زيارتنا إلى قرى بن ذياب، البئر الأبيض، لعدادة والمزارة وبعض المداشر المحاذية للدوار الكبير كما يعرف بالمنطقة، وحتى دواوير لخراشة والسراسيب، فسكان هذه المناطق الذين يزيد تعدادهم عن عشرين ألف نسمة أغلبيتهم يعانون مرض الربو والبقية معرضة في أي وقت للمرض والسبب في ذلك غبار المحاجر البالغ عددها حوالي 23 محجرة متواجدة بتراب البلدية. قد يتهيأ للقارئ أن الأمر يتعلق بمنطقة معزولة تتواجد بأقصى نقطة في عاصمة الولاية سطيف، لكن الواقع العكس تماما، القضية تخص بلدية فحال الواقعة بالجهة الجنوبية الشرقية على محور طريق باتنة، ولا تبعد سوى بأقل من عشر كيلومترات عن مقر الولاية، تواجدنا هناك لم يكن بالصدفة وإنما بطلب من أحد مواطني المنطقة القاطن بالقرية الفلاحية النموذجية بئر الأبيض والذي طلب منا في بداية الأمر اجراء موضوع صحفي حول المحاجر المتواجدة بين ذياب أو الكدية كما تعرف عند العام والخاص التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على جميع السكان بفعل الانفجار الذي ألحق خسائر كبيرة بجميع المنازل التي تعرضت جدرانها إلى تصدعات لكن عند وصولنا هناك وقفنا على أمور أخطر من ذلك، حيث تبين أن معظم سكان مداشر أولاد الحاج،الدباشنة، لعزل، رماضة، الذين يعتمدون على الفلاحة لكسب قوتهم اليومي، يعانون من أمراض الحساسية والربو بفعل الغبار الناجم عن المحاجر المتواجدة بالكدية، فبالإضافة إلى التصدعات التي لحقت بجدران المنازل المدهش في الأمر جميع نوافذ المنازل ينعدم بها الزجاج الذي لا أثر له هناك حيث أكد لنا أحد السكان بأنهم يلجؤون الى الخشب بدل الزجاج، نفس الشيء لمسناه بدوار لعدادة هذا الاخير الذي انهكته العزلة خلال السنوات الماضية، حيث اجبر اغلبية السكان الى هجرته نحو قجال وسطيف ولم يبق به سوى بعض العائلات الميسورة الحال تصارع الايام ببيوت عبارة عن أكواخ بعدما تهدمت جميع بيوتهم بفعل المحاجر المتواجدة بجبل يوسف والبالغ عددها حوالي 18 محجرة، نفس الشيء بالنسبة لسكان لمزارة الذين يعاني اغلبهم من مرض الربو بسبب غبار المحاجر الامر الذي دفعهم منذ أسابيع مضت الى غلق الطريق ومطالبة المسؤولين بالتدخل في أسرع وقت لوضع حد لمعاناة طال أمدها، قرى السراسيب ولحراشة المحاذية لجبل براو هي الأ خرى عرضة لمخاطر المحاجز حيث كشفت لنا مصادر طبية ان اغلبية سكان هذه المداشر يعانون من مرض الربو الناجم أساسا عن الغبار ناهيك عن الخسائر المادية التي لحقت بالمنازل.
المحاجر المذكورة لم تعد تشكل خطرا على صحة المواطنين وسكناتهم فحسب حتى الفلاحة التي تعد الميزة الأساسية للمنطقة ومصدر كسب قوتهم هي الأخرى باتت ضحية المحاجر وتأثرت بفعل الغبار لاسيما الاشجار المثمرة وحتى الحيوانات لم تسلم من هذه الكارثة حاولنا نقل القضية الى المسؤولين بالبلدية لكننا لم نتمكن من الاتصال بهم غير أن بعض المصادر أكدت لنا أن المجلس البلدي الحالي يسعى جاهدا لايجاد حل بدليل رفضه اعطاء الموافقة لكل طلب يخص الاستثمار بتراب البلدية يكون له صلة بالمحاجر، لكن الشيء الغريب في الأمر من هي الهيئة التي أقدمت على اعطاء الرخصة لمستثمرين جدد بعدما اعترضت مصالح البلدية والفلاحة على ذلك؟؟ والسؤال موجه لمديرية الصناعة والمناجم بالولاية والوزارة الوصية.