يبدو أن مسلسل أزمة مقاطعة صالون الجزائر الدولي للكتاب للناشرين المصريين، بات ينافس أهم المسلسلات الدرامية التي تعرض هذه الأيام في شهر رمضان، بعد أن سارت حلقاته للتعقيد أكثر فأكثر، في خطوة تنذر بزلزلة قادمة لبيت اتحاد الناشرين العرب في تطورات جديدة للقضية، انتقد عدد من الناشرين المصريين حالة الصمت التي يتبناها اتحاد الناشرين العرب عقب تصريحات إسماعيل أمزيان، محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب، وقراره بمقاطعة الناشرين المصريين، مطالبين بمعرفة موقف كل من الناشرين الأردنيين واللبنانيين خاصة، مشيدين في تصريحات، نقلتها أول أمس صحيفة اليوم السابع المصرية، موقف اتحاد الكتاب الجزائريين الذي فتح - حسبهم - النار على رئيس المعرض اعتراضا على تصريحاته السابقة. وقد وجه عدد من الناشرين المصريين، خلال حفل الإفطار الجماعي الذي نظمه الاتحاد المصري لمناقشة الخلاف مع الجزائر في أجواء وصفت بالصاخبة، اللوم للدكتور محمد عبد اللطيف رئيس اتحاد الناشرين العرب على موقفه، وعدم تضامنه مع الناشرين المصريين عقب الموقف الذي اتخذته إدارة صالون الجزائر المزمع تنظيمه في الفترة من 28 أكتوبر إلى 06 نوفمبر المقبل في الجزائر، كما طالبوا الناشرين العرب إبداء موقف التضامن معهم، حيث أكدوا أنهم “ليسوا بحاجة إلى الذهاب للجزائر بقدر ما هم بحاجة إلى معرفة قدرهم لدى الناشرين العرب كافة”. وقال محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، إنه كان يأمل أن تحل الأزمة بعد اللجوء إلى اتحاد الناشرين العرب الذي كان مطالبا في نظره بالمبادرة إلى عقد مجلس إدارته أو حتى المكتب التنفيذي للإتحاد أو هيئة المكتب لدراسة الموقف وأبعاده، وإرسال لجنة لمعرفة أبعاد قرارات أمزيان التي جاءت في تصريحات له وصفها ب”شديدة اللهجة”، مضيفا أن الإتحاد المصري لم يطالب اتحاد الناشرين العرب بإصدار بيانات صارخة، مضيفا: “كنا ينتظر منه تدخلا إيجابيا خاصة أن غالبية أعضاء الاتحاد من الناشرين المصريين”. من جانبه، أشار الدكتور محمد عبد اللطيف، رئيس اتحاد الناشرين العرب، إلى أن أحدا - لم يذكر اسمه - قد اقترح عليه أن يتولى اتحاد الناشرين العرب أخذ جناح خاص لعرض الكتب المصرية، إلا أنه رفض عرض كتبه بهذه الطريقة التي اعتبر أن من شأنها التقليل من قيمة الناشر المصري الذي يقول “أنه وكتبه أقوى بكثير من أي شيء ينقص من قدره”، وأضاف:”حتى ولو وجهت إلينا إهانات فعلينا أن نتحملها فعلى المدى البعيد ستحل الأزمة ولن تستمر”، مؤكدا أنه “لم يبق أمامه إلا المطالبة بالتدخل السياسي”، مضيفا “لسنا المسؤولين عما فعلته كرة القدم”. وختم بالقول: “لا داعي للمشاركة في هذا المعرض حفاظا على كرامتنا وحتى ولو دعينا فعلينا ألا نقبل”. واتفق محمد رشاد مع ما قاله محمد عبد اللطيف، وأكد على أنه طالب وزارتي الثقافة والخارجية بالتدخل، إلا أنهما -وزارتى الخارجية والثقافة - طالبتا بتهدئة الأمور، كما طالبا بتدخل الناشرين العرب.