يوسف القعيد: نحترم وطّار رغم إساءته إلى صلاح عبد الصبور لم تقتصر سهرات تأبين الروائي الجزائري الراحل الطاهر وطار على المثقفين الجزائريين، بل تعدت إلى المثقفين المصريين الذين اجتمعوا سهرة أول أمس، على ذكرى الفقيد مبدين اهتماما غير مسبوق يطرح الكثير من التساؤلات حول مثل هذه الوقفات المصرية التي كانت قبل أشهر قليلة نادرة الحدوث. كانت الوقفة الفرصة لأن يدلي بعض المثقفين المصريين بدلائهم، حول علاقتهم “الحميمية بالكاتب وارتباطه بمصر”، رغم أن السهرة لم تخل من اللوم على ما جاء ضدهم في آخر رواياته “ قصيد في التذلل”. عاد الكاتب المصري، يوسف القعيد، إلى أول لقاء جمع بينه وبين الطاهر وطار عندما سافر إلى الجزائر لحضور أحد المؤتمرات الثقافية وتعرف عليه عقب فصله من منصبه بالإذاعة العربية في الجزائر، وقال القعيد إنه عندما سأل مسؤول الإذاعة آنذاك عن سبب العزل رد عليه قائلا “خذه معك وأنت راجع إلى مصر”. وأوضح القعيد أنه اكتشف وقتها أن الفصل جاء بسبب التاريخ الشيوعى لوطار قديما. كما أشاد المتحدث بقصة الراحل “الشهداء يعودون هذا الأسبوع” قائلا إنه وجد فيها نوعا جديدا من الكتابة لم يألفه من قبل. ورغم وصلة المدح التي ابتدأ بها القعيد حديثه خلال حفل التأبين الذي عقدته ورشة الزيتون للروائي الجزائري الطاهر وطار وحضره عدد كبير من الأدباء والمثقفين المصريين، إلا أنه لم يخف امتعاضه من الصورة السلبية التي أظهرها وطار عن مصر ومثقفيها في روايته “قصيد في التذلل” الصادرة عن مؤسسة كيان الثقافية، والتي قال إنه “أساء فيها للشاعر صلاح عبد الصبور وأظهره في أحداث الرواية شاعرا يبيع نفسه للسلطة ويعمل مداحا للحاكم، إلا أن هذا لم يؤثر على مكانة وطار في نفوس الأدباء المصريين ولا على علاقته بهم”. كما كانت السهرة فرصة بالنسبة للكاتب شعبان يوسف لانتقاد تدخل المثقفين المصريين والجزائريين، في أحداث الأزمة التي نشبت مؤخرا بين البلدين، مرجعا السبب في ذلك إلى رجال الإعلام والسياسة في البلدين. من جهتها، قالت سلوى بكر إن الطاهر وطار كان من أبرز المدافعين عن التيار العربي في الجزائر، كما قال الدكتور عمار علي حسن إن الروائى طاهر وطار زاوج طيلة حياته بين البندقية والقلم وهو ما ظهر بجلاء منذ روايته الأولى “ اللاز”. وأضاف أن أدب الطاهر وطار كان بمثابة دفاع عن الهوية العربية للجزائر، وذلك حين انحاز للغة الضاد لتكون وسيلة إبداعه في وقت كان الأدباء الجزائريون مثل كاتب ياسين ومولود فرعون ومالك حداد يكتبون بالفرنسية.