أزاحت تكنولوجيات الإعلام والإتصال الحديثة التقاليد الراسخة لدى العائلات المحلية في سهرات رمضان، وتحولت اللقاءات الحميمية بين أفراد العائلات إلى جلسات عبر النت للدردشة على مواقع “الفايس بوك” و”السكايب”، وكذا التواصل عبر الهاتف النقال، لاسيما بعد إعلان متعاملي النقال الثلاثة عن عروض ترويجية خاصة بالشهر الفضيل تنازلت العائلات الجزائرية عن عاداتها التقليدية في شهر رمضان، وتحولت الجلسات العائلية مع الأهل والأحباب تحت سقف واحد، بعد الإفطار إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، إلى جلسات عبر النت، يجتمع فيها الأهل والأصحاب و”العشاق” عن بعد، يتواصلون عبر مواقع الدردشة ك”الفايس بوك” و”السكايب”، الموقعان الأكثر تداولا لدى الجزائريين، حيث يتعدى عدد المنخرطين في “الفايس بوك” المليون فرد، حسب إحصائيات رسمية. ويجتمع هؤلاء على عدة مواضيع يتم طرحها وتناولها في لقاءات حميمية، ويتناقش الشباب في مواضيع الكره، الحب، العمل، والعلاقات العاطفية.. أما النساء فحديثهن يكثر حول الأطباق الرمضانية، ومختلف الأكلات وكذا بعض جوانب الحياة الأسرية، وأسرار الزواج في شهر رمضان.. فيما تلتقي الفتيات عبر النت حول مواضيع تصب في مجملها حول مستقبلهن العاطفي، في حين يتناول المراهقون في دردشاتهم أمور الجنس دون رقيب ولا اعتبار لحرمة شهر رمضان. ولا يعير هؤلاء أدنى اهتمام للمواضيع العلمية وأمور الدين، بل يرتكز اهتمامهم على الأمور الدنيوية، رغم أن رمضان يقترب من العشر الأواخر.. وتبقى مواضيع التعلم والتفقه في الدين من اهتمامات فئة قليلة، يتجهون إلى المساجد لأداء صلاة التراويح بدل الدردشة على النت، ويجتهدون في حفظ القرآن وتفسير معانيه. لقد حل الأنترنت محل لقاءات الشباب في الساحات العمومية والمقاهي، كما كان عليه سابقا، وأصبحت مقاهي النت تجمعهم للتواصل مع شرائح المجتمع بمختلف أطيافه وطبقاته، وكثيرا ما تربط لقاءات النت الشباب بالفتيات في جلسات معاكسة، فضلا عن إباحة الكلام عن كل شيء.. ويتم الإتفاق على بناء علاقات عاطفية، ينقصها عقد زواج عن بعد..! عروض الهاتف النقال هي السبب يقول شبان التقت “الفجر” بهم في سهرات رمضان، إن العروض الترويجية التي أعلن عنها متعاملو النقال الثلاثة (نجمة، جازي، موبيليس) هي السبب في تواصل الشباب والفتيات على وجه الخصوص لساعات تستمر إلى غاية الثلث الأخير من الليل، وقد تتواصل السهرة إلى الصباح عبر الهاتف النقال. وبدل استغلال ليالي رمضان في العبادة وقيام الليل، يقضي هؤلاء هذه الليالي في مكالمات مطولة لا تنتهي إلا بانتهاء مدة شحن البطارية..!