باشرت مصالح الأمن بعنابة تحقيقات معمقة حول أموال قفة رمضان وذلك على خلفية إقصاء أكثر من ألفي عائلة معوزة لم يتم إدراجها ضمن قائمة المحتاجين. وجاء تحرك الجهة الأمنية إثر الشكاوى التي رفعها بعض المنتخبين المحليين بالولاية حيث حملوا أميار بلديات عنابة مسؤولية هذه التلاعبات. وقد أكدت بعض المصادر التي أوردت الخبر ل”الفجر” أن الكثير من الهبات التي يمنحها التجار أو تلك التي تستقبلها مراكز الهلال الأحمر الجزائري، والتي تحول إلى رؤساء البلديات ليحولوها بدورهم للمحتاجين، يقوم رؤساء البلديات بتدوينها على أنها اشتريت نقدا ومن الميزانية حتى يتم استغلال ولهف مبالغها المالية. وفي سياق متصل اشتكى الكثير من المحتاجين عبر عدد من البلديات بعنابة، من عدم منحهم قفة رمضان خلال الأيام الأولى من هذا الشهر الفضيل، حيث وجد الكثير من هؤلاء أنفسهم أمام زحام الطوابير حتى الإفطار، ناهيك عن اندلاع شجارات بين المحتاجين بين الفينة والأخرى عمن يدخل الأول لمقابلة المير، خاصة بالبلديات ذات الكثافة السكانية الكبيرة على غرار سيدي عمار، البوني والحجار. يذكر أن بلدية عين الباردة عرفت غليانا شعبيا وسط الفقراء الذين لم يجدوا أسماءهم في القائمة، وقد اتهموا رؤساء البلديات بالتواطؤ مع تجار الجملة في تمويل قفة رمضان، خاصة أن بعض المستفيدين من هذه القفة أكدوا ل”الفجر” أنها تحتوي على مواد غذائية قليلة ولا تتعدى كيس دقيق ورطل طماطم، والقهوة والسكر وثلاثة لترات من الزيت وعلبة حليب غبرة، وبعض الحبوب الجافة. كل هذه المقتنيات حسب المستفيدين منها لا تساوي القيمة المالية التي خصصتها الوزارة المعنية لشراء ضروريات القفة الرمضانية، ناهيك عن التوزيع العشوائي لهذه الصدقة على المعارف وهو الأمر الذي زاد في تذمر العائلات التي دخلت في اشتباكات عنيفة.