يشهد سوق ”لاباستي” الشهير ببيع الخضر والفواكه، الواقع بوسط مدينة وهران، والمحاذي للبريد المركزي بشارع الأوراس، فوضى عارمة بسبب غياب النظافة واهتراء أرضيته، حيث أصبح التجول ودخول هذا السوق مشكلا كبيرا بالنسبة لمواطني الولاية، الذين يرغبون في اقتناء مستلزمات مائدة رمضان وغيرها من الحاجيات الضرورية من مواد غذائية وأسماك ولحوم وتوابل وخضر وفواكه وألبسة وأحذية وخبز، وغيرها من المواد التي لا يمكن للمواطن الاستغناء عنها، ما جعله يوميا يتردد على السوق. فالسوق يعاني من الانتشار الواسع للأوساخ والنفايات الناجمة عن بقايا الخضر والفواكه، إلى جانب تدفق قنوات الصرف الصحي على امتداد طول الطريق المخصص لهذا السوق، والذي يمتد إلى غاية القنصلية الإسبانية، بالإضافة إلى قيام أزيد من 200 بائع غير شرعي بعرض بضائعهم بمختلف أنواعها فوق الطاولات، وآخرون يفترشون الأرضية بقطع من البلاستيك لبيع سلعهم. وأهم ما يلفت الانتباه، هو وجود عدد كبير من باعة السمك الذين يبيعون كل أنواع الكائنات البحرية، بجانب قنوات الصرف الصحي المهترئة، ما يزيد من انتشار الروائح الكريهة ويصعب على المواطن الاجتياز بجانبها لكثرة القذارة والأوحال المنتشرة في كل مكان. يحدث هذا أمام أنظار منتخبي البلدية الذين لم يحركوا ساكنا لتدارك وضعية هذه السوق، إلى جانب 55 سوقا آخر مغطاة تعاني من التدهور، منها 30 سوقا يتمركز ببلدية وهران لوحدها، والتي أصبحت خاضعة لمنطق اللاتنظيم في ظل النقائص المسجلة والمطروحة. ورغم المراسلات العديدة التي وجهها تجار السوق إلى السلطات المعنية، مثلما أكدته جمعية تجار السوق ل”الفجر”، لإعادة تأهيله، إلا أن لا حياة لمن تنادي، خاصة وأنه تم إحصاء 25 سوقا بحاجة إلى صيانة وترميم ورصد للعملية غلاف مالي يقدر ب250 مليون دينار، إلا أن العملية لا تزال تعرف تأخرا في الإنجاز بالعديد من الأسواق. ومقابل ذلك، تبقى الكثير من الأحياء والتجمعات السكنية التي تم إنجازها بالجهة الشرقية من وهران تعاني نقصا فادحا في الأسواق، حيث لازال المواطنون يعتمدون على الأسواق الأسبوعية الفوضوية بالرغم من تجاوز عدد سكانها أكثر من 40 ألف نسمة، إلى جانب الفوضى الكبيرة التي يعيشها سوق الحمري، وسوق حي الضاية، وغيرها في غياب مصالح التجارة في تنظيم هذه الأسواق التي أصبحت خارج التغطية.