قال الدكتور والروائي أمين الزاوي إن المثقف الجزائري والجامعة الجزائرية أساءت كثيرا للقاص الراحل، عمّار بلحسن، الذي يعد أحد رواد البحث في سوسيولوجيا الرواية والقصة في الجزائر، حيث وبعد رحيل القاص منذ 17 سنة، لم نعد نشهد أي حديث يدور حول أعمال وحياة هذا المثقف الذي استطاع أن يكون الجسر الذي جمع بين الكتلتين المعربة والمفرنسة من الكتاب والمثقفين. وأضاف المدير السابق للمكتبة الوطنية، خلال اللقاء التكريمي الذي نظمته يومية ”الجزائر نيوز” بمقرها بالعاصمة، في إطار برنامجها الرمضاني ”ليالي الجزائر نيوز”، أن عمار بلحسن، كان قصاص مبدعا ذو مستوى عال جدا، كما كان مناضلا ومثقفا من الطراز الرفيع، حيث تميزت كتاباته الإبداعية بالمزاوجة بين السخرية الشعرية والنقد الاجتماعي والسياسي، معتبرا أن هذا المثقف استطاع بحسه الإبداعي والأدبي أن يطور ويثري اللغة العربية، وأن يقربها من اللهجة المحلية التي كانت تستعمل في مسقط رأسه بمدينة مسيردة بولاية تلمسان. وتأسف المتحدث عن النسيان والتجاهل الذي يطبق على هذا المثقف الذي نسيه رفاقه في الوسط الثقافي، كما نسيته الجامعات الجزائرية من خلال غياب نصوصه في أقسام علم الاجتماع والفلسفة، حيث قال زاوي ”نحن نتساءل اليوم لماذا غاب الحديث عن عمار بلحسن الأديب والباحث السوسيولوجي الذي فارقنا منذ 17 سنة، ولماذا لا تعمل اليوم بنصوصه في أقسام علم الاجتماع أو الفلسفة بالجامعات”. هذا، وأكد المتحدث أنّ الراحل كان مسكونا بمسألة التعددية اللغوية، لذلك فقد كان الجسر الذي يصل بين المثقفين المعربين والمفرنسين، وفي الأخير شدد الزاوي على ضرورة جمع ونشر وتوزيع أعمال وكتابات ودراسات الراحل، خاصة تلك المتعلقة بالثقافة في الجزائر والمغرب العربي، والعمل على نشرها على نطاق واسع، كما اقترح تأسيس ملتقى دولي حول القصة يحمل اسم عمار بلحسن، يندرج ضمن الملتقيات التي ستبرمج في إطار تظاهرة ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011”، التي ستحتضنها مدينة الراحل تلمسان. يذكر أنّ عمّار بلحسن، ولد في 13 فيفري 1953، في منطقة مسيردة، بولاية تلمسان، لم يتلق في بداية دراسته تعليما منظما لكنه استطاع التغلب على الصعاب ومواصلة الدراسة لتتوج مسيرته العلمية العصامية بدكتوراه في علم الاجتماع، ورحل الأديب والسوسيولوجي إثر مرض عضال سنة 1993، تاركا وراءه قصصا ودراسات عديدة أهمها المجموعات الكتابية ”حرائق البحر”، ”أصوات”، ”فوانيس” وأخيرا ”يوميات الوجع” التي صدرت في طبعة محدودة عن جمعية ”الجاحظية” منذ سنوات، كما كانت له بحوث في قضايا الثقافة الجزائرية والإنسان الجزائري.