نشط، سهرة أول أمس، نخبة من الأدباء الشباب وقفة تكريمية لروح الروائي الكبير الطاهر وطار، الذي وافته المنية في 12 من شهر أوت الجاري عن عمر ناهز 74 سنة، قرأوا خلالها عددا من النصوص النثرية أحمد ماضي يتهم الفرونكفونيين بالإساءة إلى وطار ويطلق النار على خضرا قد تم في بداية اللقاء عرض مقاطع من شريط فيديو، تناول جانبا عن آخر لقاء جمع الأديب الراحل مع وسائل الإعلام الوطنية ضمن برنامج فضاء “موعد مع الكلمة”، الذي ينظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام، حيث ظهر الراحل في هذا الشريط بوجه شجاع كأنه هزم المرض الذي نخر جسده وهو يروي يومياته وهو يكتب آخر عمل إبداعي صدر له “قصيد في التذلل”، الذي كتبه وهو على الفراش يصارع المرض. بعد عرض الفيديو قدّم سعيد حمودي، كلمة تأبينية للفقيد رثى فيها الراحل الذي اعتبره خسارة للأدب العربي وصوتا روائيا فريدا أسس للرواية العربية بالجزائر في ستينيات القرن الماضي، وواصل إنجازاته المهمة إلى أن وافته المنية. وقد قرأت الزميلة زهية منصر، على الحضور بعض المقتطفات النثرية تحت عنوان “نقوش على قبر نجمة “، وهي عبارة عن رثاء لروح الفقيد الذي أسس لفن الرواية المكتوبة بالعربية، رفقة الراحل عبد الحميد بن هدوڤة، قبل أن يصبح وطار بعد رحيل بن هدوڤة المبكر أهم كاتب عربي بالجزائر. من جهته، قدم القاص الخير شوار بعض النصوص القصصية بهذه المناسبة التي اختارها هؤلاء المبدعين الشباب، لحظة لتمجيد ذاكرة ومشوار الراحل الزاخر بالعديد من الإنجازات التي أسفرت عن تأسيس فضاء “الجاحظية”، سنة 1989 وبعدها قام بتأسيس العديد من الجوائز الأدبية بالجزائر، كجائزة مفدي زكريا التي كانت في البداية جائزة وطنية، ثم حولها الراحل في السنوات الأخيرة إلى جائزة مغاربية، إلى جانب جائزة محمد سعيداني للرواية. أما القاصة عقيلة رابحي، فقد قرأت على الحضور بعض النصوص النثرية القصيرة، منها “امرأة خارج حدود القلب “ و”انتصار “، رفعتها بدورها إلى روح الراحل، فيما كانت الخاتمة مسكا مع قراءات للروائية هاجر قويدري، التي قرأت على الحضور بحزن، بعض النصوص بعنوان “نصوص للفقد”، رفعتها إلى روح صاحب “الشهداء يعودون هذا الأسبوع”. وشهد اللقاء هذا، حضور ابن أخ المرحوم، رياض وطار، الذي لم يجد الكلمات للتعبير عن هذه الخسارة وكيف خطفه الموت عن الجزائر والوطن الذي كان يحبه ويتمسك به إلى آخر رمق من حياته وقال إن الراحل ليس فقط ملك لأسرته بل للجزائر كلها، حيث سعى الفقيد طوال حياته إلى خدمة الثقافة العربية و المساهمة في ترسيخ القيم الإنسانية الوطنية في المجتمع العربي، ومن بين الشهادات الحية التي قدمت بهذه المناسبة كانت للإعلامي محمد بغالي الذي قدم للحضور جملة من الإنجازات والإسهامات الثقافية والأدبية للفقيد الذي كرس حياته خدمة للثقافة والإبداع. من جهته قدم الناشر أحمد ماضي، صاحب “دار الحكمة”، بعض الشهادات الحية عن الراحل كمجاهد وكرائد للرواية الجزائرية المكتوبة باللغة العربية، مبديا تأثره الشديد ومعربا عن عتابه الذي يصل إلى حدود الغضب، من مدير المركز الثقافي الجزائري بباريس، الروائي ياسمينة خضرا، الذي أعاب عليه عدم زيارة وطّار في باريس أين كان يرقد في المستشفى. مضيفا أن “بعض الصحافيين والمثقفين الفرونكفونيين، أساءوا إلى الراحل ولم يمنحوه حقّ التقدير الذي يليق بقامة مبدع عضوي مثله”.