إستعاد المنتخب الوطني سهرة الجمعة نغمة الانتصارات من جديد، بعد فترة انقطاع دامت أكثر من عام (مارس 2007، تعود إلى مباراة الرأس الأخضر). * وتمكن أشبال الشيخ رابح سعدان من تسجيل فوز عريض في التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا، رغم الغيابات الكثيرة لعدد من الركائز، حيث دك منتخب ليبريا بثلاثية كاملة استعاد بها توازنه الذي فقده منذ زمن (آخر فوز عريض يعود إلى 2003). * ولعب الخضر أمام مرأى 30 ألف متفرج بشكل جيد منذ البداية، توج بهدف أول في الدقيقة الخامسة عشرة عن طريق المتألق رفيق جبور الذي اقتنص كرة أمام المرمى. وواصل الخضر سيطرتهم المطلقة على مجريات اللعب ليضيف كريم زياني هدفا ثانيا في الدقيقة العشرين من مخالفة مباشرة صنعت فرحة كبيرة في مدرجات تشاكر. * وبدا واضحا الفارق الشاسع في مستوى المنتخبين ولم يظهر المنتخب الليبري مستوى جيدا وبدا عليه التأثر من المشاكل الكبيرة التي تعترضه داخليا ، وبدا على الجزائريين تحررهم نفسيا، مما مكنهم من توقيع إصابة ثالثة في الدقيقة 47 عن طريق زياني من ضربة جزاء، وكان بإمكان صايفي أن يعمق النتيجة في أكثر من مناسبة، مثلما كان بإمكان البديل جديات أن يسجل هدفا إضافيا. * وأكمل المنتخب المباراة بشكل جيد بكرات قصيرة مميزة مع تفاعل الجماهير الحاضرة التي اقتنعت بامتلاك منتخب كبير يلزمه استقرار أكبر لمواصلة المشوار بأكثر أمان في انتظار مباراة الخميس المقبل أمام غامبيا. * * الجالية الجزائرية غاضبة من التلفزيون * * أبدت الجالية الجزائرية غضبا كبيرا من التلفزيون الجزائري الذي اكتفى ببث المباراة على الأرضية دون الفضائية، وراسل العديد من الأنصار "الشروق" لتقديم احتجاج على ذلك. * * مهزلة في التنظيم تدهش الليبيرين وإصابات خطيرة بين الأنصار * * عاشت الجماهير الجزائرية الحاضرة بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، بمناسبة لقاء المنتخب الوطني وليبريا، أمسية جمعة سوداء بسبب التنظيم الكارثي وغير اللائق، والذي حرم الكثيرين من الولوج إلى الملعب رغم اقتنائهم لتذكرة الدخول. * وعانى أغلبية الأنصار القادمون من كل ربوع الجزائر من المعاملات السيئة لحراس الأبواب والمنظمين الذين استعمل بعضهم كلمات سوقية وغير محترمة، الأمر الذي أدخلهم في مناوشات وتصادم كبير مع الأنصار، وتلقى مجموعة من الشبان إصابات خطيرة أحدثت هلعا كبيرا بينهم. * * ذوو الاحتياجات الخاصة يعاملون بعنف * * ولم تقتصر المعاملة السيئة على أصحاب الجسم السليم، بل تعدت إلى ذوي الاحتياجات الخاصة الذين عوملوا بقسوة ، وكان حوالي 20 مناصرا من فاقدي الأرجل يرغبون في مشاهدة المباراة، إلا أن المنع كان سيد الموقف دون احترام أو مراعاة الظروف الخاصة لهولاء. * * فوضى في غرف الملابس * * المهزلة تواصلت مع الصحفيين ومنع الكثير منهم من الدخول بالرغم من امتلاكهم لورقة اعتماد من الفاف، ولم تنفع أي محاولة لإقناع هؤلاء الكثير عددهم، وبعد مجهودات مضنية تم الدخول بطريقة خاصة. * لكن المأساة تواصلت لرجال الإعلام أمام مدخل غرف تغيير الملابس التي طوقها الأمن بأعداد غفيرة ومنعت الصحافة من أخذ الانطباعات، رغم رغبة لاعبي الخضر في تقديم تصريحات، وهو الأمر الذي استغرب منه الليبيريون الذين قال أحدهم أن معاناة الصحافة في ملعب البليدة لا توجد عندهم، وهو تصريح فيه إجابة شافية. * * * كينغ بانسون حارس منتخب ليبيريا: * * "المنتخب الجزائري يستحق الفوز" * * قال حارس المنتخب الليبيري كينغ ميلوين أن المباراة كانت متوازنة عند بدايتها، إلى غاية تسجيل الهدف الأول "الذي أثر كثيرا على معنوياتنا، بحيث كنا نأمل في إنهاء المرحلة الأولى بالتعادل على الأقل ، والحظ لم يكن معنا وتلقينا هدفا آخر قضى على أحلامنا، وكان من الصعب علينا العودة في النتيجة أمام الروح المعنوية التي تمتع بها لاعبو المنتخب الجزائري". * وأوضح حارس عرين ليبيريا أنه تلقى هدفين من كرتين ثابتتين، "وهذا دليل على أننا لم نرتكب أخطاء كثيرة على مستوى خط الدفاع، وعلى العموم المنتخب الجزائري يستحق الفوز، وحظوظنا في التأهل تبقى قائمة، والجولات المقبلة ستكون حاسمة". * * "الجمهور لعب دورا كبيرا في فوز الجزائر" * * نوه حارس المنتخب الليبيري بالجمهور العريض الذي ملأ مدرجات ملعب مصطفى تشاكر عن آخره وساعد كثيرا لاعبي المنتخب الجزائري من الناحية المعنوية بعد الهزيمة الأولى ضد منتخب السنغال، "ويستحق الجمهور الجزائري كل التقدير على روحه الرياضية". * ويأمل كينغ أن يلقى زملاؤه نفس الدعم في باقي المباريات التي سيخوضها منتخب بلاده في ليبيريا، خاصة بعد الهزيمة المذلة أمام "الخضر". * * أنتوني هاي مدرب منتخب ليبيريا: * * "معنويات لاعبينا تحطمت في 20 دقيقة" * * أقر مدرب منتخب ليبيريا، أنتوني هاي، بأن الخضر يستحقون الفوز أكثر من تشكيلته التي كانت خارج الإطار ولم يطبق لاعبوه التعليمات بحذافيرها، "وتلقينا لهدفين في ظرف 20 دقيقة أثر كثيرا على معنويات اللاعبين ولم نتمكن من صنع فرص خطيرة خلال المرحلة الأولى، عدا واحدة أو اثنتين، لكن نقص التركيز حرمنا من تسجل الأهداف، وينتظرنا عمل كبير من الناحية النفسية لتحضير اللاعبين للمباراة المقبلة ضد منتخب السنغال، والتي أعتقد أنها ستكون أصعب من مواجهة الجزائر". * * "المنتخب الجزائري كان أحسن تنظيما" * * وأوضح هاي بأن لاعبي المنتخب الجزائري تمكنوا من السيطرة على مجريات اللعب في أغلب أوقات المباراة، بعد سيطرتهم على منطقة وسط الميدان، "بالإضافة إلى أن لاعبي الخصم كانوا أكثر تنظيما منا في الخطوط الثلاثة، وخاصة خط الوسط الذي ينشط فيه لاعبون ممتازون، واعتمد المدرب سعدان على لاعبي ارتكاز لاسترجاع أكبر عدد من الكرات". * وقال هاي: "الخضر كانوا في حاجة ماسة لهذا الفوز بعد هزيمتهم في المباراة الجولة السابقة ضد السنغال". * * "حظوظنا كبيرة في التأهل" * * وبالرغم من الهزيمة أمام الخضر والتعادل في المباراة السابقة ضد منتخب غامبيا، إلا أن حظوظ منتخب ليبيريا كبيرة في التأهل إلى الدور المقبل "في رصيدنا إلى حد الآن نقطة واحدة فقط بعد تعادل وهزيمة، لكننا لم نفقد الأمل في التأهل؛ لأن حظوظ المنتخبات الأربعة متساوية إلى غاية الجولتين المقبلتين، حيث ستتضح بصفة كبيرة في المجموعة". * * حمداني يتصل بزملائه ويهنئهم على الفوز * * عقب نهاية مواجهة الخضر مع منتخب ليبيريا، هنأ حمداني زملاءه على الفوز بنتيجة عريضة. وقال مصدر موثوق أن حمداني اتصل بزملائه من فرنسا بعد خروجهم من ملعب البليدة ليسأل عن أخبارهم، وهنأهم على النتيجة المرضية التي أعادت الأمل لتأهل الخضر إلى الدور المقبل. * وللإشارة، فإن حمداني تغيب عن تشكيلة المنتخب الوطني بفعل الإصابة التي تعرض لها في المباراة السابقة ضد السنغال. * * يكون حاضرا ضد غامبيا * * إصابة حمدني أبعدته عن المنافسة لثلاثة أسابيع، وسيكون حمداني حاضرا في التربص لما بعد المقبل، الذي سيحضر فيه الخضر لمواجهة العودة ضد غامبيا. * وبالرغم من أن مشاركته غير مؤكدة ضد غامبيا، إلا أن الطاقم الفني ألح على حضور حمداني ليقدم نوعا من الدعم المعنوي لزملائه. * * هل تعمد بلحاج تلقي البطاقة الصفراء؟ * * أثار تلقي المدافع نذير بلحاج البطاقة الصفراء الثانية له في مباراتين متتاليتين في إقصائيات كأسي العالم وإفريقيا 2010 عدة تساؤلات داخل المنتخب الجزائري ومتتبعي الخضر، خاصة وأن بلحاج لم يظهر بالوجه الطيب المعروف به، كما أثارت تصرفاته الصبيانية عند تغييره في الدقيقة ال70 غضب الجمهور والطاقم الفني. * وتلقى بلحاج بطاقة صفراء مجانية ضد منتخب ليبيريا، ستحرم الخضر من خدماته في مباراة غامبيا المقبلة، وسيتسنى له الانتقال إلى فرنسا لدارسة العروض التي تهاطلت عليه بعد نهاية الموسم، ولتحديد وجهته المقبلة. * وتتهم بعض الأطراف بلحاج بتعمده تلقي البطاقة الثانية، ويفكر في مصلحته الشخصية على حساب مصلحة المنتخب الوطني، فهل حقا تعمد بلحاج تلقي البطاقة الصفراء الثانية؟ * * أكبر نتيجة منذ 2003 * * لم يتذوق الجمهور الجزائري والمنتخب الوطني طعم الفوز بنتيجة عريضة منذ خمس سنوات، وكان آخر فوز عريض للخضر على حساب المنتخب النيجر في إقصائيات كأس أمم إفريقيا سنة 2003. * وللإشارة، فإن المنتخب الوطني هزم شر الهزائم بعد كأس أمم إفريقيا 2004، وتوالت النكسات حتى عهد كفالي الفيلسوف. * * متفرقات * * اللوح الإلكتروني معطل * * لم يتمكن الحاضرون بملعب تشاكر من معرفة كم تبقى من زمن المباراة ولا اللاعب الذي تم تغييره بسبب تعطل اللوح الإلكتروني، وهو دليل آخر على فشل المنظمين، باعتبار أن مباراة المنتخب الوطني تم تحديدها من وقت طويل. * * أقمصة المنتخب الوطني رديئة ودون أسماء * * جدد لاعبو "الخضر" شكاويهم من الأقمصة الرديئة التي يلعبون بها، وقدم رفقاء زياني طلبا إلى حداج بضرورة تغييرها في أقرب وقت، ولا تظهر أسماء لاعبي المنتخب، وهو أمر معاكس لتقاليد المنتخبات الكبيرة. * * بوعزة، حراك وأوسرير خارج القائمة * * لم يستدع الناخب سعدان كلا من فهام بوعزة وحراك وأوسرير، حيث وضعوا خارج قائمة ال18، وبدوا متفهمين لقرار المدرب. * * ڤاواوي يلعب نهائي الكأس ويتنقل إلى غامبيا * * يدور في كواليس المنتخب الوطني الحديث عن إيجاد صيغة تمكن الحارس لوناس ڤاواوي من لعب نهائي كأس الجمهورية مع فريقه وداد تلمسان، يوم الخميس، ليتنقل بعدها إلى مارسيليا رفقة حداج، ومن ثم غامبيا، في رحلة مبرمجة في ساعة متأخرة من يوم الخميس ليصل يوم الجمعة. * * زياني ينفجر من جديد وجبور اكتشاف حقيقي * * قدم متوسط ميدان الخضر كريم زياني أداء راقيا، ذكر به الجمهور الحاضر في مستواه السابق، ولعب لاعب مارسيليا بشكل متحرر على الأجنحة وقدم كرات دقيقة للخط الأمامي، كما تمكن من توقيع هدفين؛ الأول من مخالفة مباشرة والثانية من ضربة جزاء، وعوض زياني أداءه المتواضع أمام السنغال. * كما كسب المهاجم رفيق جبور قلوب الجماهير بحسن تموقعه وحسه التهديفي الذي سمح له بتسجيل الإصابة الأولى.