ينتظر أن يسجل إنتاج الحبوب لهذا الموسم انخفاضا يقدر ب25 بالمائة مقارنة بالموسم الفارط، حيث يتوقع إنتاج 45 مليون قنطار من القمح والشعير، ما يعني انخفاض سيقدر ب16 مليون قنطار، بعد أن سجلت الجزائر 61 مليون قنطار الموسم الماضي، غير أن هذا الانخفاض لم يؤثر كثيرا على الاقتصاد الوطني حسب المختصين، فيما شهد إنتاج الخضر ارتفاعا محسوسا قارب المائة بالمائة مقارنة بالموسم الفارط لا سيما في نوعي الطماطم والبطاطا. أفادت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، حسب تقارير إعلامية، بأن الانخفاض الأكبر في محصول الحبوب سيمس مادتي الشعير والقمح اللين، حيث يرتقب أن يسجل محصول الشعير هذا الموسم إنتاجا يقدر ب15 مليون قنطار، مقارنة بالموسم الزراعي للعام الماضي الذي سجل فيه إنتاج نفس المحصول 24 مليون قنطار، فيما يرتقب أن يسجل محصول القمح اللين ثمانية ملايين قنطار، مقابل 13 مليون قنطار الموسم الماضي أي بانخفاض يقدر بخمس ملايين قنطار. وحسب مختصين في المجال، فإن سبب هذا الانخفاض في الإنتاج، سببه التقلبات المناخية هذه السنة، والتي تميزت بالتساقط القليل للأمطار مقارنة بالكميات التي شهدتها الجزائر خلال السنة الماضية، إلا أن هذا الانخفاض وحسب نفس المختصين ساهم في تفادي الوقوع في فائض الإنتاج الذي تحرص الحكومة على اجتنابه، خصوصا في مادة الشعير التي سجلت فيها الجزائر إنتاجا خياليا الموسم الماضي، صدرت منه 10 آلاف قنطار، وتحوي على مخزون منه، يغطي الاستهلاك المحلي لعامين كاملين، وهو ما سمح بعودة الجزائر إلى سوق تصدير الحبوب بعد أن غابت عنه لمدة 40 سنة، ويبقى المشكل الوحيد الذي يطرح نفسه هو انخفاض محصول القمح اللين الذي تعاني الجزائر من نقص في مخزونه، مما يعني اتجاهها نحو الأسواق العالمية التي تشهد التهابا في الأسعار بعد وقف روسيا لصادراتها من الحبوب. من جهة أخرى سجل محصول الخضر ارتفاعا عكس إنتاج الحبوب، حيث تم تسجيل إنتاج 75 مليون قنطار هذا الموسم، مقارنة ب72 مليون قنطار الموسم الفارط، حيث اعتلى منتوج الطماطم لهذا العام سلم المحاصيل المرتفعة، بتسجيل زيادة في الإنتاج بنسبة مائة بالمائة، بعد أن تم تسجيل إنتاج سبعة ملايين قنطار هذا الموسم، مقارنة ب 5.3 مليون قنطارا الموسم الفارط. وجاء هذا الارتفاع في محصول الطماطم لهذه السنة نتيجة إعادة تأهيل 13 مصنعا للتعليب يتطلب كميات هائلة من الطماطم، وهو ما تكاتف من أجله الفلاحون والمصنعون بهدف الإبقاء على هذه الصناعة التي تشتهر بها منطقة الشرق، خصوصا بدليل تواجد كل هذه المصانع بهذه المنطقة، إضافة إلى اشتهارها بإنتاج هذا النوع من الخضر وخصوصا بولاية عنابة التي تعتبر الرائدة في هذا المجال منذ سنوات. وفي ظل هذا الإنتاج الوفير دعا المنتجون من جهتهم الحكومة للمساهمة في تطوير هذه الصناعة بعد تحقيق الإنتاج وتوفر مصانع التعليب، من خلال توفيرها للمخازن وضمان عملية التخزين في ظروف جيدة، إضافة إلى توفير النقل والمساهمة في تحويل الكميات الهائلة من الطماطم إلى مصانع التعليب، كما سجل منتوج البطاطا أيضا ارتفاعا بنسبة 10 بالمائة، حيث تم هذه السنة تسجيل إنتاج 30 مليون قنطار، مقارنة بالعام الماضي حيث تم فيه إنتاج 7.27 مليون قنطار.