بدا التعجيل بسيناريو ما يسمى بالتوريث القاسم المشترك لتطورات متلاحقة في المشهد المصري خلال اليومين الماضيين، إذ تعرضت حرية الإعلام لإجراءات نادرة، بينما انطلقت حملة حكومية جديدة تستهدف الدكتور محمد البرادعي وعائلته. كما قامت السلطات بمنع توزيع عشرات الآلاف من نسخ جريدتي ”المصري اليوم” و”الدستور” لنشرهما خبرا حول انتشار ملصقات مؤيدة لترشيح مدير جهاز المخابرات اللواء عمر سليمان مرشحا للرئاسة، كما منعت نشر الخبر في باقي وسائل الإعلام المصرية بكافة أشكالها. وفي غضون ذلك وفيما بدا وكأنه تنفيذ لقرار حكومي بمنع النشر، تجاهلت وسائل الإعلام المصرية ما أعلنته الإذاعة الإسرائيلية عن حدوث اجتماع بين جمال مبارك ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في واشنطن. وكانت الإذاعة الإسرائيلية كشفت عن الاجتماع بعد صدور تصريحات من المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أكد فيها أن جمال مبارك رافق والده إلى واشنطن باعتباره ”ابناً باراً لأبيه” ونفى أي أبعاد سياسية للزيارة. ولم يستبعد مراقبون أن يكون الاجتماع إيذانا باضطلاع جمال مبارك بدور في ملف المفاوضات الذي كان يتولاه اللواء عمر سليمان طوال العقدين الماضيين. واعتبروا أن محصلة الأحداث الأخيرة بدءا من تكريس دور لجمال في السياسة الخارجية إلى الإجراءات ضد حرية الإعلام تشير إلى هجوم مضاد من معسكر التوريث. وكانت جهة مجهولة قامت بتعليق ملصقات تأييد للواء عمر سليمان باعتباره ”البديل الحقيقي” في إطار دعمه مرشحا للرئاسة، إلا أن أوامر صدرت لعمال السلطات البلدية بإزالة الملصقات الجمعة بعد ساعات قليلة من إزالتها. واعتبر المراقبون أن تعليق الملصقات ربما يشير إلى تذمر لدى جهة ما في المؤسسة الحاكمة من اتساع الحملات المؤيدة لجمال مبارك والمدعومة من الحكومة، ما ينذر بصراع مركز قوى داخل النظام. بينما رأى آخرون أن اللواء سليمان ربما يكون من اتخذ قرار إزالة الملصقات بمجرد عودته من واشنطن حيث كان يشارك في الوفد المرافق للرئيس مبارك إلى القمة الخماسية التي أطلقت المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، لتفادي أي تهديد للاستقرار. من جهة أخرى استنكر الدكتور محمد البرادعي ما اعتبره حملة مدبرة من النظام لتشويه صورته، بعد أن نقلت صحف حكومية عن صفحة غامضة على الفيس بوك صورا خاصة لابنته المقيمة في بريطانيا بملابس البحر، واتهمت الصفحة البرادعي وعائلته بالإلحاد وتناول الخمور.