بدأ محمد البرادعي يكشف عن طموحات متزايدة لإحداث التغيير المرجو في المشهد السياسي المصري أشهرا قبل إجراء الانتخابات الرئاسية العام القادم.وبعد استراحة لتقييم الوضع مباشرة بعد عودته إلى مصر بعد سنوات من الغياب على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية حمل البرادعي عصا الترحال في مختلف المحافظات المصرية والمنشآت الرمز في مصر من اجل كسب التأييد لمساعيه الرامية لإجراء إصلاحات جذرية على العمل السياسي في مصر تمهيدا لإجراء انتخابات أكثر شفافية وعدلا بين كل المترشحين وقطع الطريق أمام كل محاولة لتزويرها لصالح هذا المترشح أو ذاك. فقد أصبح البرادعي منذ عودته شهر فيفري الماضي إلى مصر محل اهتمام خاص من مختلف الدوائر السياسية في هذا البلد بعد أن كثف من زياراته ولقاءاته وأخذه لصور مع كبار الفنانين والمثقفين ضمن خطة دعائية لكسب تعاطف الناخبين المصريين التواقين إلى إحداث التغيير الذي طال انتظاره خاصة في ظل الانغلاق الذي ميز السلطة المصرية لأكثر من ثلاثة عقود. ووضع ضمن خطته لإحداث التغيير زيارات إلى مختلف محافظات البلاد يبدأها بمحافظة المنصورة إحدى اكبر المحافظات وأكثرها تأثيرا في العمل السياسي المصري على ضفاف النيل والتي يصفها المصريون برمز مصر العميقة مقارنة بمحافظتي القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية. وسبق ذلك بأدائه الصلاة في مسجد الحسين في قلب مدينة القاهرة قبل أن يخرج مشيا على الأقدام وسط عامة الناس الذين لم يخفوا رغبتهم في أن يدخل السباق الرئاسي القادم لكسر حالة الروتين التي طبعت السلطة في هذا البلد منذ اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات في أكتوبر سنة .1981 ويعتزم البرادعي أيضا القيام بزيارة إلى إحدى الكنائس القبطية بمناسبة عيد الفصح المسيحي حتى يعطي لشخصه صفة وطنية تحمل شعار التغيير خدمة لكافة المصريين دون استثناء في العرق أو الدين. وقال جورج إسحاق الناطق باسم الجمعية الوطنية من أجل التغيير التي شكلها البرادعي ضمن هذه الحركية والتي ضمت أكثر من ثلاثين وجها سياسيا ودينيا ومثقفا معارضا للنظام المصري إننا نسعى للحصول على إجماع من اجل إحداث التغيير المرجو وهو ما جعلنا نتحاور مع كل شرائح المجتمع من محامين وأطباء ومزارعين وطلبة شباب وشيوخ. وكانت هذه الجمعية قد طالبت بإجراء انتخابات حرة ودون تزوير بالإضافة إلى ضرورة إحداث تغيير على الدستور الحالي لرفع القيود المفروضة على المرشحين الراغبين في دخول سباق الانتخابات الرئاسية القادمة. ويسعى البرادعي البالغ من العمر 67 عاما من خلال هذه الحركية واحتكاكه بمختلف شرائح الشعب المصري إلىدحض الانتقادات التي رفعها خصومه ضده بأنه لا يعرف حقيقة شعبه بسبب بقائه بعيدا عن مصر لعدة سنوات قضاها على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهي الخطة التي جعلت متتبعين للشأن السياسي المصري يعتبرون بأن البرادعي أراد أن يجعل من التفاف الشعب المصري حول شخصه قوة ضغط على السلطات المصرية من اجل تلبية مطالب حركته الجديدة. ولم يفوت البرادعي التطور الحاصل في تكنولوجيا الاتصالات حيث استغل الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الجديدة مثل الشبكة الاجتماعية ''الفايس البوك'' لكسب المؤيدين لأطروحاته السياسية وهو ما جعل موقعه يجمع عشرات آلاف المؤيدين له. ورفع البرادعي من وتيرة تحركاته مؤخرا على خلفية الوعكة الصحية التي تعرض لها الرئيس حسني مبارك الذي اضطر فريقه الطبي إلى نقله إلى ألمانيا لانتزاع الزائدة الدودية ولكنه بقي أكثر من أسبوعين هناك مما فتح الباب واسعا أمام سيل من الإشاعات التي أكدت أن الأمر لا يتعلق فقط بمجرد زائدة دودية ولكن ربما الى وجود متاعب صحية اخطر وخاصة وان وسائل الإعلام الرسمية المصرية لم تبث صوره كما اعتادت فعله في كل مرة ينتقل فيها إلى العلاج في الخارج.