تشهد مدينة ميلة، منذ أسبوع كامل، حركة دؤوبة بعد الإفطار تتميز بتوافد الأسر على محلات بيع الملابس والأدوات المدرسية، وهو ما خلق أجواء من الفرحة في قلوب الأطفال على وجه الخصوص أصبحت ليالي مدينة ميلة عكس نهارها، حيث تعج الشوارع في الليل بالمارة وتكتظ المحلات بالزبائن. وكثيرا ما تنتهز الأسر انتهاء صلاة الشعاء والتراويح لتجوب المحلات بحثا عن ألبسة العيد لأولادها، فيما تفضل بعض الأسر الذهاب إلى السوق المغطى بوسط المدينة، حتى يتسنى لهم شراء ما يتوافق مع ميزانيتهم. كما اشتكى العديد من الآباء من غلاء الألبسة، خصوصا أن عيد الفطر تزامن مع الشهر الفضيل والدخول الإجتماعي، وهو ما يعني أن العائلات ستكون مضطرة لصرف مداخيلهم على ثلاث جبهات.. رمضان، العيد، والدخول المدرسي . وفي هذا الاطار، فقد ضحت الكثير من الأسر بالعطلة الصيفية بسبب رمضان والعيد، وهو ما وقفت عليه “الفجر” مع إحدى العائلات التي ارتأت أن توفر مصروف رمضان ومصاريف العيد والأدوات المدرسية، خاصة وهي أسرة متكونة من خمسة أفراد، وهو ما يعني أن ميزانية كبرى ستكون موضوعة لأجل الدخول الإجتماعي والمدرسي المقبل. أصبحت محلات السوق المغطاة بقلب مدينة ميلة تجلب إليها الزبائن من كل البلديات المجاورة لمدينة ميلة، وخصوصا من عين التين، سيدي مروان، وعزابة. ولجأت بعض العائلات إلى الإقتراض لأجل تغطية هذه المصاريف المتراكمة. من جهتها قالت السيدة مليكة إن الكثير يجدون في الإقتراض ضرورة لأجل توفير حاجيات الأولاد الضرورية من ألبسة وأدوات مدرسية ضرورية. كما أن بعض العائلات محدودة الدخل تضطر الى شراء ألبسة “الشيفون” لإرضاء أولادها، وهو ما وقفنا عليه في أحد محلات بيع الملابس القديمة.. وهي وسيلة أخرى بإمكانها تغطية احتياجات العائلات الفقيرة في ميلة، فضلا عن كونها تسد بابا من أبواب الحاجة لدى تلك العائلات، ولكنها في الأخير ترسم الفرحة في شفاه أطفالها يوم العيد.