تعيش مدينة تنس الأثرية الواقعة بولاية الشلف في الليالي الأخيرة من شهر رمضان المعظم أجواء حميمة ومميزة تطبعها السهرات والقعدات الشعبية الأصيلة التي تعيد للمدينة صورتها الحقيقية على غرار أيام الشهر الفضيل وأيام زمان،حيث يقضي سكان هاته الأخيرة ليالي ''البنة'' الحقيقية لنهاية شهر رمضان وإعلان عيد الفطر، وهذا بفضل النشاطات الدينية والفنية، ولا تتوقف بها الحركة والازدحام قبل وبعد الإفطار حيث لقبت بالمدينة التي لا تنام. تشهد مدينة تنس الأثرية في الليالي الأخيرة من شهر رمضان المعظم، أجواء رمضانية مميزة تطبعها السهرات التي تبدأ لحظات معدودة بعد الإفطار، حيث تتمتع أحياؤها وأزقتها الشعبية بحركة دؤوبة من النشاط والحيوية من طرف العائلات . فسهرات سكان مدينة تنس غالبا ما يتم قضاؤها بين المساجد وشواطئ البحر وكذا المقاهي، فيتخذون من المساجد وجهتهم الأولى بعد الإفطار، هاته الأخيرة التي تمتلئ بأعداد غفيرة من المصلين، من أجل أداء صلاة التراويح، في أجواء مفعمة بالخشوع ونفحات روحانية تقوي الصلة بين العبد وربه إلى ساعات متأخرة من الليل . وإقبال مكثف على محلات بيع الملابس ودائما في إطار ليلة العيد واللافت للانتباه بمدينة تنس، الإقبال الكبير للعائلات على محلات بيع الألبسة والأحذية، إذ تشهد توافدا منقطع النظير من قبل الزبائن بعد الإفطار تحسبا للعيد، وأغلبية الأهل مرفوقين بأبنائهم بغرض اختيار ما تبقى شراؤه من ألبسة وأحذية، وهي بالفعل الأجواء التي تصنعها الليلة الأخيرة من شهر رمضان، فمحلات تنس الأثرية لا تستقطب فقط سكانها، بل يأتون إليها من كل وجهات البلديات المجاورة، لكونها معروفة ببيع منتوجات ذات أسعار معقولة وبمختلف أنواعها. صنع خبزة الرطاين وحلوة الرغيف لتقدم يوم العيد وفي ليلة العيد تقوم ربات البيت، حسب رواية السيدة زهرة إحدى كبيرات المدينة سنا ومكانة، بصناعة المقروط ليبقى طازجا وأيضا يصنعون خبزا يسمى ''الرطاين''، وهو نوع من الخبز يصنع للكبار والصغار حيث توضع داخله حبة بيض مغلى وتكون مصبوغة بلون اخضر، احمر وباقي الألوان، تزين خاصة للأطفال وتطهى عند الخباز أو في المنزل، وتقدم في وجبة الغداء مع الشوربة طاجين الحلو وطبق الكباب مرفوقا ببعض المقبلات. أما نوع الحلوى التي تقدم مع القهوة فتسمى بالرغيف وهو نوع تصنع من الفرينة، السكر والزبدة، وتخلط بكل أنواع التوابل من القرفة، فلفلة حمرة، القرنفل، الكروية والزرارع، تخلط كلها مع البعض وتصنع على شكل خبزات، ليتم تقديمها مع الأنواع الأخرى من الحلويات التقليدية المحضرة.