مالك سراي يدعو السودان إلى التخلص من الهيمنة المصرية للتكامل مع الجزائر دق رئيس الاتحاد الوطني للمهندسين والتقنيين الزراعيين ناقوس الخطر، داعيا السلطات إلى اتباع برامج ومخططات جديدة لتحقيق وضمان الهدف الذي تصبو إلى تحقيقه كل الدول العربية وهو الأمن الغذائي، مشيرا إلى أن الجزائر قادرة على أن تلعب دورا هاما في التكامل الغذائي العربي، كما أن باقي الدول العربية قادرة على تلبية احتياجاتها العاجزة عن تحقيقها. دعا يحيى زان، رئيس الاتحاد الوطني للمهندسين والتقنيين الزراعيين، أمس بمنتدى المجاهد، السلطات إلى الاستثمار في المجال الزراعي وفقا للمخطط الاستراتيجي للمهندسين والتقنيين الزراعيين الجزائريين، الهادف إلى تحقيق الأمن الغذائي، الذي لا يعدو أن يكون جزءا من الأمن القومي الوطني، وهذا من خلال تضافر جميع جهود المزارعين والمهندسين والتقنيين والباحثين للقضاء على التبعية الغذائية التي تعاني منها الجزائر. وأضاف المتحدث خلال تدخله أن تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي لابد أن يستوفي توفر الغذاء سهولة الوصول إليه واستقراره في السوق، وهو الأمر الغائب بالنسبة للجزائر التي تعاني تذبذب الوفرة والأسعار بالنسبة للغذاء بكل أنواعه، مشيرا إلى أن الجزائر وعلى غرار الدول العربية الأخرى تستورد 50 بالمائة من الغذاء الذي تستهلكه. وللخروج من هذا الوضع، شدد ذات المتحدث على ضرورة تغيير النظام والفكر الاستهلاكي لدى المواطن، من خلال تربية جديدة تكون أكثر تنظيما، بحيث يتم توجيه الاستهلاك لمواد دون أخرى، مشيرا إلى حتمية تغيير اعتماد المواطن على الحبوب أساسا لتغذيته دون المواد الأخرى، كما دعا إلى تشجيع وتعميم الإنتاج الزراعي المحلي، من خلال تطوير الحياة الريفية والبحث العلمي والبرامج الاستثمارية الزراعية. من جانبه، ذكر مالك سراي، الرئيس الشرفي للاتحاد، جانبا آخر من المعادلة تعلق بترشيد استعمال الموارد المائية، حيث أشار إلى أنه في غضون الخمس عشرة سنة المقبلة، يجب على الجزائر حيازة موارد مائية هامة، وتنمية بشرية وبحث علمي متطور، مؤكدا في سياق حديثه أن أمريكا وأوروبا لن تسمحا للدول العربية عامة أن تحقق أمنها الغذائي. من جانب آخر وبحضور المكلف بالإعلام على مستوى سفارة السودان، تطرق ذات المتحدث إلى أزمة المياه التي تشهدها مجموعة كبيرة من الدول العربية فيما بينها أو مع الكيان الصهيوني داعيا هذه الدول إلى ضرورة حل أزمتها المائية وتطبيق البرامج والمخططات التي من شأنها ضمان الأمن الغذائي للدول العربية في فضاء تكاملي. وفي هذا السياق، شجب الهيمنة المصرية على السودان، قائلا “تكامل السودان والجزائر من شأنه خلق اكتفاء في العديد من المواد الغذائية، والجزائر سعت لعقد اتفاقيات هامة في هذا الشأن ولم تنجح في ذلك، لهذا أدعو السلطات السودانية إلى الحد من الهيمنة المصرية التي كانت السبب في عدم الاتفاق”. وحاولت “الفجر” الحصول على توضيح أكثر من مالك سراي، وهل دخلت صفقة استيراد اللحوم السودانية تحت وطأة الهيمنة المصرية، إلا أن الأخير رفض إعطاء المزيد من المعلومات حول الموضوع.