أكد يحيى زان الأمين العام المساعد للاتحاد الوطني للمهندسين والتقنيين الفلاحيين أن احتياجات الغذاء في الوطن العربي تقدّر ب 22.7 مليار دولار، وذلك في ندوة صحفية عُقدت بقاعة محاضرات ''المجاهد'' حول ''الأمن الغذائي: تحدّي استراتيجي في البلدان العربية''، مشيرا إلى أنه يجب مراجعة خطط الأمن الغذائي وتسطير برامج لحمايته في الجزائر ووضع سياسات تعاونية بين الدّول العربية لمواجهة خطر الأزمة الغذائية التي تجتاح الوطن العربي على اثر الأزمة الاقتصادية الأخيرة. وقد حضر الندوة كل من خالد محمد علي ممثل السفارة السودانية في الجزائر المكلّف بالإعلام، وعبد المالك سراي الخبير في الاقتصاد الدولي . وأوضح يحي زان أن درجة الاستقرار الغذائي لم تصلها أي دولة عربية، وأنّ الارتفاع الفاحش في الأسعار هو واحد من آثار النقص الفادح في المواد الغذائية الأساسية، وأن الأمن الغذائي لا يمكن تحقيقه إلا في ظل شروط معيّنة أهمها توفير المواد الغذائية الأساسية ورفع القدرة الشرائية للمستهلك، وتوفير الاستقرار. من جهة أخرى أكد يحي زان أن البحث العلمي يلعب دورا هاما في تخطي حاجز العجز الغذائي، وأن هذا الأخير مهمّش بشكل كبير حيث أن مشاريع التنمية في الوطن العربي تتراوح ما بين 5 إلى 8 بالمائة، وان نسب دعم البحث العلمي ضئيلة جدّا ولا يتجاوز 0.1 بالمائة، كما شدّد على ضرورة الاستثمار الزراعي ووضع برامج لدعم التنمية الزراعية، وأشار إلى أن النمو الديمغرافي الكبير يزيد من آثار الأزمة الغذائية في الوطن العربي، وأنّه يجب الاستثمار في العامل البشري من أجل تحسين الإنتاج الغذائي وشروط الحياة في الوسط العمومي. ومن جهته أكد عبد المالك سراي الخبير في الاقتصاد الدولي أن برنامج الغذاء العربي أصبح قضية سياسية واقتصادية صعبة جدا، وان مشكل نذرة المياه زاد في تعقيد القضية، وأنه قبل التكلم عن سياسة التغذية يجب مناقشة سياسة المياه التي تعتبر العصب الحيوي للتنمية الزراعية، وأشار إلى أن الجزائر من بين الدول التي تعاني من مشكل المياه الذي أصبح من القضايا الأكثر جدلا على مستوى الدول العربية خاصة و العالم عامة. وفي كلمته التي ألقاها خالد محمد علي ممثل السفارة السودانية في الجزائر المكلف بالاتصال، أكد على ضرورة التعاون بين الدول العربية في مجال التنمية الفلاحية، وان الشراكة الإستراتيجية بين الجزائر والسودان ممتازة، وأوضح أن السودان من البلدان الغنية بالثروات الطبيعية وتعتبر من البلدان الخمس المعنية بسد احتياجات الغذاء في العالم، وأن الأراضي الصالحة للزراعة في هذا البلد تقدّر ب 80 مليون هكتار، إلا أنّه لم تستغلّ منها سوى 16 مليون هكتار. وأعطى مثال عن مادة السكر والتي رغم وفرتها لا يوجد استثمار فيها، وذكر أن مشكلة السودان تكمن في كونه يدخل في مشاريع ولا يكملها. وفي ذات السياق وعلى هامش النّدوة أكّد عبد المالك سراي أن مصر تحاول مراقبة السودان بشكل دائم مما يعرقل التنمية في هذا البلد.