بدأ أولياء التلاميذ يسارعون الزمن من أجل توفير الأدوات المدرسية التي يطلبها أبناؤهم، بعد أن تلقوا قوائمها الأولى يوما واحدا فقط بعد انطلاق الموسم الدراسي الجديد ويجمع غالبية الأولياء، في جولة استطلاعية لبعض المحلات بالجزائر العاصمة، والمختصة ببيع الأدوات المدرسية، أن هذه الأخيرة عرفت غلاء فاحشا في الأسعار بالنظر إلى السنوات الماضية، لكنهم مضطرون، كما قالوا، للتعامل مع الأمر الواقع. ولوحظت حالة التردد التي ظهرت على محيا أغلب الأولياء في شراء اللوازم المدرسية التي كانت بحوزتهم، فلا يكاد الواحد منهم يتقدم من البائع لشراء شيء منها حتى يسأل عن أسعارها. ارتفاع جنوني للأسعار ونحن نتجول في أحد المحلات بشارع “ميسوني” في العاصمة، دفعنا فضولنا إلى الإقتراب من السيدة وهيبة التي استغربت لسعر كراس ب130 دج، وقالت:” إنها وجدت أسعار الأدوات المدرسية مرتفعة بكثير قياسا بالسنوات الماضية”. وأكدت أنها لم تستطع شراء كل ما حملته القوائم الأولى التي عاد بها ولداها أمس من المدرسة، فحسبها، بضعة كراريس وأقلام ملونة فقط كلفتها 1500 دج. وتضيف وهيبة أن غالبية الأدوات المدرسية ارتفع سعرها، فعلبة أقلام ملونة التي اشترتها السنة الماضية ب40 دج وجدتها هذه السنة ب150 دج. التضحية ببعض اللوازم ضروري ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية دفع ببعض الأولياء إلى الإستغناء عن شراء بعضها التي يرون أنها غير ضرورية، وهو ما يؤكده السيد كمال حمودي الذي التقيناه وقد اشترى بعض الأدوات من محل بشارع زبانة. ويضيف أنه يختار من الأدوات ما يناسب “جيبه” ولا يقترب من الأدوات ذات النوعية الجيدة، لأن الاقتراب من هذه الأخيرة بعني عدم التضحية بالعديد من الأدوات المهمة. البائعون يتبرؤون.. بالمقابل يقول بعض الباعة إن هناك من الزبائن من لا يهمه السعر بل يبحث عن النوعية فقط، المهم أن تكون الأدوات التي يشتريها جيدة، وهم الأقلية. أما البعض الآخر - حسبهم - يبحث عن السعر ويختار أقلها ولا يشتري حتى يتعرف على مختلف الأسعار الموجودة، وهو ما يؤكده بوعلام بائع أدوات مدرسية بشارع ميسونيي. وحسب بوعلام، بائع بمحل بميسونيي، فإن الأسعار معقولة بالنظر إلى السعر الذي تم شراؤها به ولا تتعدى فائدة البائع الثلاث دنانير في الوحدة.